بقلم: نور شاكر
لا يُلام عاشقُ الكتب
فهو ذاك الغريب الذي يجد وطنه بين الأوراق ويمدّ جذوره في الحبر، ويستنشق الحياة من رائحة الصفحات القديمة
هو الذي يعاشر العوالم دون أن يبرح مقعده ويطوف الأرض والسماء وهو في زاوية هادئة
يتألم مع أبطال الروايات، ويغدو صديقًا للشعراء الذين رحلوا منذ قرون، يشاركهم وجعهم ويقطف من بهجتهم
لا يُلام عاشق الكتب
فهو لا يهرب من الواقع إلا ليجد ذاته أكثر صفاءً ولا يغرق في الكلمات إلا لينجو من صخب العالم
هو الذي يترك قلبه على الرفوف، ويعود كل ليلة ليجده قد امتلأ بحكايات جديدة
إنه العاشق الوحيد الذي لا يخشى الخيانة
فالكتاب لا يخون قارئه، بل يفتح له أبوابًا من النور، ويهديه مفاتيح العوالم التي تظلّ مغلقة أمام العابرين
فإن رأيته غارقًا في صمته، مبتسمًا دون سبب، أو حزينًا بلا مبرّر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق