الأربعاء، 29 أكتوبر 2025

طفل وطفلة بقلم الطيبي صابر

**طفل وطفلة**

لازلتُ طفلاً…
حتى وإن خطَّ الزمنُ 
على رأسي شيبا
حتى وإن كتب العمر 
على وجهي قصص الحرمان 
أظل بحاجةٍ… 
أظل ضعيفاً… 
أرتكز على كتف من يحبني…
وأنتِ هنا
كتفي وسندي
وطريقي إلى الأمان
أراكِ كما كنتِ
طفلةً في داخلي…
تحملين عبء الزمان
والأيام تلعب بكِ...
وأنا أراقبكِ 
أحاول أن أمسك أطيافكِ
قبل أن يغتالها الزمن 
أصرخ في صمت قلبي
أين ذلك الزمان الذي 
لعبنا فيه سويةً؟
أين الضحكات التي 
لم تسرقها التجاعيد؟
أين مكاننا الذي 
كنا فيه صغاراً بلا قيود؟!
أنا هنا…
أحملكِ في حضني
أحتوي ضعفكِ
أسمح لطفلتكِ أن تعيش
أن تحلم 
أن تضحك 
أن تحتمي…
حتى لو اختفى العالم حولنا.
طفلتكِ…
وأنا طفلكِ أيضاً
طفلٌ ضائع بين الماضي والحاضر
نلعب مع الزمن لعبتنا 
نرفض أن يلعب بنا
ونخلق عالمنا الصغير…
مكانَ الحب والبراءة والحنان
لازلتُ طفلاً…
حتى وإن كتبت الأيام 
على وجهي خطوطاً كاذبة
أرتكز على صمتكِ 
على ابتسامتكِ
وأنتِ تعرفين أني هنا… 
أعيش بين يديكِ كل يوم
أراكِ طفلةً أيضاً…
وجوهكِ تتغير 
لكن ضحكتكِ البريئة لم تزل
وزمنكِ الذي لعب لعبته 
ظل يلاحقكِ في العتمة
يختبئ في عروقكِ
في شعركِ 
في كفيكِ
وكلما حاولتِ الهروب منه
وجدتُكِ هناك
تنتظرين حضني
أصرخ...
لن يسرقنا الزمن…
لن يختطف براءتنا…
حتى لو اختلطت تجاعيدنا
حتى لو أطفأ الغياب ضوء الأيام…
سنبقى أطفالاً في حضن بعضنا
نلعب
نحب 
نتمرد على الكبار الذين 
فرضوا علينا الكبر
طفلتكِ…
وأنا طفلكِ…
نركض بين خيوط العمر
نبتسم للغد قبل أن يولد
نصنع عالمنا الصغير
مكان الحب
مكان الأمان
مكان الطفولة التي 
لن تموت ما دمنا معاً

**بقلم الطيبي صابر**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...