الجمعة، 3 أكتوبر 2025

أسطول الحرية بقلم :جــــــــبران العشملي

──────────────────────────
    أسطول الحرية  
    أقمار صناعية تبحث عن غ زة  
──────────────────────────

جئتُ لا من حدود،  
بل من خللٍ في نظام الملاحة.  
كنتُ نقطةً في محيطٍ لا يعترف بالاسم،  
مجرّد إحداثيّاتٍ مشفّرة  
على شاشةِ طيارٍ لا يعرف إن كان يقصف… أم يحلم.

في جيبي لا خريطة،  
بل فتاتُ إشعاراتٍ فقدت مصدرها:  
"غ زة على بُعد صمتٍ منك،  
لكن الوصول محجوب بسياسة الخصوصية."

هل يمكن لقطعة قماش  
أن تعيد ترتيب العالم؟  
سألنا الريح،  
فأجابت بنَسمةٍ خجولةٍ  
تشبه كفّ أمٍّ لا تملك سوى النافذة.

كنا لاجئين من المنطق،  
نقفز فوق الماء كخطأٍ مطبعيّ في وثيقة دوليّة،  
نحمل حُلمًا في حاوية بيانات تالفة،  
نقنع البحر أن يعاملنا كرسالة غير مرغوب فيها —  
لكن لا يحذفنا.

سمّيناها "أسطول الحرية"،  
مع أن الحريّة، في النظام الجديد،  
تُعامل كفيروسٍ يجب حظره.

لم نكن نملك سفنًا،  
بل ملفات ZIP محشوّة بالتوق إلى الهواء.  
لم نكن نملك سلاحًا،  
بل استعاراتٍ مُضلّلة  
ترعب المراقب أكثر من أي صاروخ.

كل ما نملك:  
أدعيةٌ مُشفّرة،  
إيمانٌ هشّ لكنه مقاوم للاختراق.

وفي منتصف اللا-خريطة،  
هبّت الزرقة علينا كقانون طوارئ.  
جاء ظلٌّ لا ظلّ له،  
آليٌّ، بلا لغة،  
وعيونٌ تعمل بتقنية الرصد الحراري،  
قال الصوتُ المُفلتر:  
"هنا ينتهي الحلم."

فانطفأ القمر،  
وتحوّلت السماء إلى صفحة 404.

انقطع كل شيء:  
– الإشارة  
– النبض  
– حتى الله، لحظة، تردّد.

ثم فُكّ شفرةُ قلوبنا،  
ولم يجدوا فيها سوى موسيقى لم تُعزَف.

لم يكن الموت هو الكارثة،  
بل أن تبقى على قيد الحياة  
ويُحذف اسمك من ذاكرة المدى.

يا غ زة،  
أنتِ لا تظهرين على الأقمار الصناعية،  
لكن كل دمعة تسقط،  
ترسم ملامحك على بلّور العين.

لم نصل، نعم —  
لكننا صرنا دليلاً رقميًا  
أن الحُلم، مهما تم حظره،  
يعيدُ نفسه  
بصيغةٍ أحدث.

────────────────────
بقلم :جــــــــبران العشملي 
2025/10/2م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...