الجمعة، 28 نوفمبر 2025

عندما يلتقي الظل والضوء بقلم حنان الجوهري

عندما يلتقي الظل والضوء..
تولد تلك اللحظة التي نفهم فيها سر التوازن ..
بين الحزن والفرح.. بين العتمة والنور..
بين ما يثقل الروح وما ينهض بها.
الحياة لا تعطينا الفرح صافيا.. ولا تهبنا الحزن كاملاً
بل تمزج بينهما كما يختلط الغسق بالفجر
وتجعل القلب مسرحاً صغيراً تؤدي عليه الحياة. .
أدوارها المتناقضة.. في تناغم مدهش
هناك أوقات يدخل فيها الظل الي أرواحنا
فنظن أنّ النور غادر إلى غير رجعة
لكن الحقيقة...
أنّ الظل ليس سوي دلالةٍ على وجود الضوء خلفنا
يطلب منّا فقط.. أن نلتفت إليه.
وفي لحظاتٍ أخرى.. يفيض النور
تبدو الحياة.. كأنّها تنشد لنا..
رغم ذلك نحمل في أعماقنا شجناً رقيقاً لا نعرف مصدره
ذلك الشجن.. هو ما يبقينا بشراً..
يذكرنا بأنّ الفرح لا يكتمل..
إلّا بظلٍ يبرز جماله
التوازن الحقيقي ليس أن نعيش بلا حزن..
ولا أن نمشي في نور دائم
بل أن نتعلم كيف نصغي لحركة الروح
حين تهدأ في المنتصف
فلا تنحاز للعتمة.. ولا تُفرط في الإنبهار بالضوء
بل تقف بينهما بخفة من يعلم أنّ الخطوة الصحيحة
هي تلك التي تحافظ فيها على إتزان القلب
هكذا حين يلتقي الظل والضوء داخلنا
لا نكون ممزقين بل مكتملين.. ناضجين
بقدر ما عرفنا من ألم
أقوياء.. بقدر ما منحنا الضوء من بصيرة
هذا هو سر جمال الروح
أن تضيئ.. دون أن تنكر ظلّها.
                               حنان الجوهري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

صَمتٌ فيه الجوابُ بقلم الخضر مدبولي

( صَمتٌ فيه الجوابُ) من اشعار /الخضر مدبولي  ********************** أسودٌ وقد صاحت عليها كلابٌ                ويَنْعِقُ من خلفِ الصقورِ غُرا...