السبت، 22 نوفمبر 2025

مَواطِنُ ضَوْءٍ في زَمَنِ العَتَمَة بقلم سمير مصالحه

🧍‍♂️مَواطِنُ ضَوْءٍ في زَمَنِ العَتَمَة🧍‍♂️
🧍‍♂️:::::::💔:::::::💔:::::::🧍‍♂️

مَا زالَ جُرحُ الحَقِّ يَنبِضُ في الصُّدورْ
والليلُ يَزدادُ اختِناقًا في الدُّهورْ
لو أنّ للأقدارِ قلبًا يَستَجيرْ
لأعادَ ما ضَيَّعتْهُ كَفُّ القَديرْ

لو بَدَّلَ البُؤساءُ مَسْكَنَهُم غُدورْ
في قَصرِ مَن شادوا الظّلامَ على النُّجورْ
لرَأيتَ عَدلًا كالعَبيرِ إذا يَثورْ
ولصارَ ما نَحياهُ أجْمَلَ من يَصورْ

كم طافَ مِسْكينٌ على بابِ الهُمومْ
يَرنو لِفجرٍ لا يَجيءُ معَ النُّجومْ
ويُصَافِحُ الأيّامَ في صَمتٍ أليمْ
كالعِطرِ تُخفِيهِ الزُّجاجَةُ في الرُّسومْ

والدهرُ يَعبَثُ بالضَّعيفِ إذا انحَنى
والصَّبرُ يَحفِرُ في الضُّلوعِ كما المِنى
يا لَيتَ للدُّنيا عُيونًا تَستحِي
مِمّن تَنامُ جِراحُهم تحتَ الدُّعَى

ما أثقَلَ التَّاريخَ حينَ يَميلُ ظُلمْ
وحينَ يَحيا الحَقُّ مقهورًا بَدَمْ
هذي حُقوبَتُنا التي طالَ العَتَمْ
حتى غَدتْ تُشبِهُ سُؤالًا مُحتَدِمْ

لكنَّ في الأعماقِ إشراقًا خَفيّْ
نورًا يُحاوِلُ أن يُقاوِمَ ما يَطِي
فإذا تَنفَّسَ ثَمَّ يَومٌ مُرتَجى
ويعودُ في أحشاءِ ليلِ الظّلمِ ضِي

كم مرَّ المساكينُ على أبوابِ الأملْ
تَحملُ أحلامًا تتكسَّرُ كالسَّهلْ
يُشبِعُها الليلُ وجوعَ الصَّمتِ البهيمْ
ويَسقُطُ حِلمُهم بينَ الضُّلوعِ الحَفيمْ

نرى القصورَ شامخةً بلا وازعٍ
والفقراءَ على الأرضِ يسقُطونَ بلا صاعٍ
لو كان للعدالةِ جناحٌ يَطيرُ
لكانت الحقائقُ في الدنيا أكثرَ طيرْ

كم سمعنا وعودًا تذوبُ كالسرابْ
تسقينا حلمًا يموتُ تحتَ الغيابْ
لكنَّ القلبَ رغم الجرحِ يَظلُّ يُنادي
ويَبقى صَوتُهُ يُقاوِمُ كلَّ العذابْ

وفي كلِّ زاويةٍ من دُنيانا الموحشةْ
يَختبئُ الألمُ بينَ الضّحكِ والمَوحشةْ
والأملُ يَتسلّلُ كنسيمٍ غريبْ
يحملُ في طياته وعدًا لا يُمحى أبدًا

نرفعُ العيونَ إلى السماءِ شوقًا ودمعًا
نَستجيرُ بالنورِ بعدَ ليلٍ دامعًا
فربّ فجرٍ يأتي، يَشرقُ بلا استئذانْ
ويَعيدُ لقلوبنا نَسيمَ الأمانْ

وكم من دمعةٍ جفتْ على خدِّ الزمانْ
وكم من وجعٍ صارَ وطنًا للإنسانْ
كلُّ حجرٍ يئنُّ في صمتٍ مظلمْ
ويكتب على الجدارِ قصصَ الإنسانْ

والصّوتُ المقهورُ يعلو فوقَ الضَّجيجْ
يصرخُ في الظلامِ عن حقِّ كلِّ ضعيفْ
ويقولُ إنَّ الليلَ مهما طالَ كئيبْ
فالصبحُ قادمٌ لا محالةَ يُحيي

يا ليتَ الأيامَ تعودُ يومًا بلا ظلمْ
ويصير الحقُّ نهرًا لا يجفُّ مهما طُمْ
فالقلبُ الذي صمدَ في ليلِ الأسى
سيغدو مثلَ الفجرِ يسطعُ بلا عُمقْ

كلُّ جرحٍ في الروحِ لهُ قصةٌ كبرى
وكلُّ دمعةٍ تروي أرضًا جفَّتْ من قسوةٍ
فمن يزرعُ الألمَ سيحصدُ فجرًا جديدْ
ومن يسكُبُ الظلمَ سيذوقُ مرَّ الحياةْ

لكنَّ الأملَ سرٌّ في الصدورِ متربّصْ
ينتظرُ اللحظةَ ليخرجَ من الظلامِ مُفْرَجْ
ويَسري كالنّورِ بينَ أطرافِ الأرضْ
فيحيي القلوبَ ويزيلُ الغيمَ المظلمْ

يا ليتَ قلوبَ البشرِ تُحسُّ وجعَ المساكينْ
وتفتحُ أبوابَها للحقِّ بعدَ سنينْ
فكلُّ ظلمٍ يومًا ما يُسجَّلُ في التاريخْ
ويأتي يومٌ يُقاسِمُ الظالمَ مصيرهْ

وبينَ حنينِ الأمسِ ومرِّ الواقعْ
تتسللُ أشعةُ الفجرِ لتبعثَ الأملْ
ويُسمعُ صدى الضحكِ في كلِّ زاويةٍ
ويعودُ للحياةِ نورٌ بعدَ ليلٍ طويلْ

 ✒️بقلمي سمير مصالحه 
 💠ابن كفرقرع💠
 🔸️٢١/١١/٢٠٢٥🔸️

ملاحظة: اللوحة الفنية بريشة الفنان القدير
#إياد-جربان ابن جسر الزرقاء الساحلية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...