الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

الحسناء بقلم عادل هاتف السعدي

"الحسناء "

إبتسمت وفي عينيها
تتراقصُ آلاف الآهات
ضحكتها تتوسدُ بحرًا
من دمعٍ محبوس
حسناءٌ الأرضُ تعشقُ مشيتها
إليها تركعُ لذّاتِ الناظر
وعلى مشيتها تطيبُ نفوس
وفي ليلةٍخرساء
وعدٌ أسود
لم يرحمْ هذي الحسناء
وعدٌ جاء بليلٍ حالك
قبلَ الفجرِ بساعة
ليجبرَ عينيها أن تغفو
على صوتِ حمار
وحفيف أفعى ولوعةِ كابوس
حسناء جاءت تسألُ عن أرضٍ كانت تعشقها
والآن كرهت مشيتها
تسألُ عن سماءٍ خلقتها 
تتمنى أن تسمعَ صيحتها
تسألُ لماذا باعتني الدنيا لوطنٍ مقلوب؟
وحلمٍ ميؤوس؟
وصلاةٍ من وضعِ جلوس؟

بقلم عادل هاتف السعدي 

 المعنى العام ::ماذا قصد الشاعر عادل هاتف السعدي في نصه الذي جاء بعنوان "الحسناء "

يتحدّث الشاعر عادل هاتف السعدي عن امرأةٍ حسناء كانت عنواناً للجمال والنقاء، يراها الناس كرمزٍ للحياة والبهجة غير أنّ داخلها يموج بالأوجاع والدموع المكتومة.
لكنّ هذا الجمال يواجه نكسةً قاسية أو خيانةً أو اغتصاباً رمزيّاً أو واقعيّاً "وعدٌ أسود"، "ليجبرَ عينيها أن تغفو على صوتِ حمارٍ وحفيف أفعى ولوعةِ كابوس" مما يحوّلها من رمزٍ للحياة إلى رمزٍ للخذلان والضياع.

 التحوّل الرمزي
من "حسناءٌ الأرضُ تعشقُ مشيتها"
إلى
"كرهت مشيتها"

هذا الانتقال يُظهر كيف يذبل الجمال عندما يُدنَّس أو يُغتصب الحلم.

و"تسألُ لماذا باعتني الدنيا لوطنٍ مقلوب"
تعبير سياسي/وجودي عميق: كأنها تسأل عن معنى الانتماء في زمنٍ انقلبت فيه القيم فصار الوطن نفسه ضدّ الإنسان.

 جمال الأسلوب

الصور البلاغية مدهشة:
"ضحكتها تتوسدُ بحرًا من دمعٍ محبوس" — مفارقة تجمع بين الفرح الظاهري والحزن الداخلي.
"تتراقصُ آلاف الآهات" .. توظيف موسيقي عذب.

التكرار الهادئ لكلمة "تسأل" في الختام يخلق إيقاعًا حزينًا يعمّق الإحساس بالتيه والخذلان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...