لم أَعُدْ أبحثُ عن الكلماتِ
يا صديقتي
صارت تخرجُ من صدري
مثل طيورٍ مذعورة
فقدتْ أعشاشَها...
أكتبُ الآن
كما لو أن الليلَ
ليس ليلًا
وكما لو أن الوقتَ
ليس سوى يدٍ
تُطفِئُ قنديلًا
لتُشعلَ آخر
في ضلوعي...
كلّ شيءٍ حولي يتغيّر
إلا أنا…
أقفُ في المنتصف
بين جملةٍ لم تُولَد بعد
ونبرةٍ
تبحثُ عمّن يَحتضِنها...
أرى العالمَ مُنحنِيًا
كأنه يحاولُ أن يسمع
دقّةً واحدة
هربتْ من قلبي
وأسمعُ العالمَ
يقولُ شيئًا
لا يفهمه سواي…
شيئًا يشبه
أن تُغمِضَ امرأةٌ عينَيْها
حين تمرّ قصيدةٌ
على شفتيها...
أنا شاعرٌ
لكنّني لا أُريدُ
أن أُبهِر أحدًا
أُريد فقط
أن أضعَ نفسي
على الورق
كما يضعُ الفقيرُ
رائحةَ الخبز
على باب الله...
أكتبُ عن الأشياء
التي لا تتكلّم
ظلُّ النافذة
وجعُ السلالم
خوفُ الفجر من الضوء
وكيف يختبئ العمرُ
في جيب رجلٍ
يمشي وحده
ويقول
كلُّ هذا يحدثُ لي
ولا أزالُ حيًّا؟
هذا النصُّ
ليس قصيدة
وليس اعترافًا
هو مسافةُ
بين نبضتين
حين يمرُّ الهواءُ
من قلبٍ مكسور
ويتحوّل
إلى موسيقى...
هذا أنا
وأنت
وكلُّ ما نتركه وراءنا
ولا نجرؤ
على تسميته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق