الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025

لقاء السحاب،لقاء العظماء،لقاء القمة بقلم علوي القاضي

([])لقاء السحاب،لقاء العظماء،لقاء القمة([])
نقد وتحليل : د/علوي القاضي .
... بهذا العنوان إستهل الإعلاميون خبر اللقاء بين (محمد صلاح) لاعب الكرة المصري ، و الأستاذ الدكتور (مجدي يعقوب) المصري أشهر جراحي القلب في العالم ، والحاصل على لقب (سير) من ملكة بريطانيا وشتان مابين الإثنين في القيمة المجتمعية والتأثير في الإنسانية
... وقد تناول الإعلام اللقاء بإعجاب واعتبروه لقاء قمة وحدثاً تاريخيا ، وقد أثار اللقاء جدلا بين القبول والرفض ، فقد ساووا بين التفاهة والسطحية من ناحية والجد والإجتهاد من أخرى  
... وانبهار الإعلام بما كشفه صلاح عن الصعوبات التي واجهته في بداياته (حتى التفاهات فيها صعوبات) ، والحديث الجاد والقدوة ليعقوب عن طموحه ، منذ أن قرر أن يصبح جراحاً منذ نعومة أظفاره
... وعمد الإعلاميين أن يزينوا اللقاء فهللوا لتصريح صلاح أن النجاح سهل ، يشكل السعادة له في حياته الشخصية والمهنية ، ولم يهتموا بتأكيد يعقوب أن عودته لمصر كانت لتعليم الأجيال الجديدة في مركزه الطبي بأسوان ، وللأسف إعتبر الإعلام أن اللقاء حدثاً فريداً من نوعه ، وكان فرصة لنقل الخبرات والتجارب الحياتية ، (أي خبرات في كرة القدم التي تضيع وقت الشباب وجهدهم المادي والمعنوي)
... وشكر الإعلاميون (فودافون مصر) ، على تبني هذا اللقاء ، ونسوا تعمدهم في توقيت مقصود مع إقترانه بحملة إعلانية لشركة إتصالات (Vodafone مصر) ، مما أعطاه طابعاً تجارياً  
... واعتبر الإعلاميون أن صلاح سيظل يفتخر بهذا اللقاء تواضعا منه لأنه لا يهتم كثيرا بمثلها (من هو أصلا) حتى يتواضع لقبول لقاء مع أعظم شخصية أنجبتها مصر ورفعت رأسها بذكره ، وهذا فيه عدم إحترام للدكتور يعقوب 
... إتفق النقاد على أن اللقاء قدم نموذجاً ملهماً للشباب حول قيمة العمل الجاد ، (أي عمل جاد في كرة القدم) ماذا تضيف للمجتمع والإنسانية ، اللهم إلا تضييع وقت الشباب وجهدهم المادي والمعنوي وإحداث الفرقة بينهم ، والمثابرة للأسف في اللهو والعبث ، وتعمد الإعلاميون عدم التركيز على القيم الإنسانية حيث أكد الدكتور مجدي يعقوب بتواضع على أن (الشهرة ليست معياراً للنجاح الحقيقي) ، وأن العمل من أجل الآخرين هو القيمة الأسمى ، وليس لعب الكرة التى لم تضيف للمجتمع أي قيمة
... ومن إنكاره للجميل عدم ذكر إسم (أبو تريكة) الذي كان يتشدق بإسمه سابقا ويعتبره أستاذه وملهمه
...وعلق النقاد أنه ظهر تواضع محمد صلاح ، (تواضع أمام من ومن الجدير بالتواضع أصلا) ، وشكروا إحترامه للدكتور يعقوب (كذبا) فبعض ألفاظه وحركاته غاب عنها التأدب في حضور العملاق سير يعقوب ، ولذلك إعتبروا أن سوء تصرفه يرجع إلى أن الحوار إتسم بالعفوية والبساطة ونسوا أن في تلك البساطة استعمل صلاح لفظ (أنت) وهذا ينم عن الدونية وعدم إحترامه للكبير 
... ومما زاد الطين بلة أن الإعلاميين إعتبروا أن اللقاء عكس النماذج المصرية الناجحة والمؤثرة (أي نجاح وأي تأثير) ، وهم بذلك جمعوا (اللهو العبث) مع (الجد والإجتهاد) في كفة واحدة ، كيف !!!
... وبعد انتقاد المشاهدين لعدم رقي صلاح في أسلوب الحوار وتكرار كلمة ( أنت ) موجها للسير مجدي يعقوب ، رد بعض الإعلاميين كذبا :
★ أنه لم يثبت أن محمد صلاح كان غير ملتزم بأدب الحوار مع السير مجدي يعقوب على العكس ، فقد أظهر الحوار احتراماً متبادلاً وأجواء ودية 
★ ويدعون أنه ظهر إحترام صلاح في أنه عبر عن سعادته وفخره الشديد بلقاء السير مجدي يعقوب ، ونسوا أنه يجب أن يفتخر بمجرد قبول د / يعقوب اللقاء ، ويدعون أن الأجواء إيجابية ، نعم ، بسبب تواضع د / يعقوب الجم وأدبه وأخلاقه ، وينفوا وجود أي تصريحات من صلاح يمكن إعتبارها غير لائقة ، أو تفتقر لأدب الحوار ، ويستمرون في كذبهم أن الحوار كان مثالاً للتقدير بين قامتين مصريتين ناجحتين في مجال كل منهما وبذلك ساووا بين (النجاح في إفشال المجتمع بكرة القدم) ، وبين (الرساله المجتمعية والانسانية في مهنة الطب) 
... ويستمر دفاعهم أن صلاح إستخدم ألقاب الإحترام مثل (يا دكتور) أو (السير) أو (حضرتك) عند مخاطبة د /مجدي يعقوب ، وهذا يُعد من آداب الحوار ، وليس هناك مخالفة رسمية أو جسيمة إذا لم يتم إستخدامها ، وتجاهلوا أن الإحترام كان من طرف د / يعقوب في ألفاظه وكلماته حتى أنه أستأذنه بمخاطبته بإسم (mo) حتى في لغة الجسد
... ويبرر الإعلاميون ، أن عدم استخدام كلمة (حضرتك) قد يكون ناتجاً عن طبيعة الحوار (العفوية) أو استخدام ألقاب أخرى تعبر عن الإحترام والتقدير ، لأن الحوارات غير الرسمية قد تسمح بقدر أكبر من العفوية في الحديث ، في المحصلة ، المسألة تتعلق بآداب التعامل والذوق الشخصي أكثر من كونها (مخالفة) صريحة 
... تحياتي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...