السبت، 8 نوفمبر 2025

موعد بلا لقاء بقلم جــــــــبران العشملي

موعد بلا لقاء 

فتحت كتابي،
لم أبحث عن كلمات، بل عن ملجأ.
كل صفحة كانت كنافذة صغيرة،
تضيء وجهي على غيابك.

انسكب الحبر القديم مني،
كما لو أن الذكريات لا تعرف الصمت.
بحثت عنك بين السطور،
فوجدتك تمشين هناك،
خفيفة كنسيم الصباح،
لا تترك أثراً، إلا في قلبي.

ألقيت السلام،
ورجع إليّ صدى كنبض متردد.
جلست على حافة كلمة،
خائفة من أن تكتمل بدونك.
كلمة منك كانت ستعيد ترتيب العالم،
لكن الصمت أسرع من الحروف،
والمسافة بيننا اتسعت،
كجرح يرفض الالتئام.

الحنين توسع،
حتى صار وطنًا صغيرًا أعيش فيه،
لقاء بلا موعد،
اسمك يجرح الحروف كلما ناديتك.
أصبحتِ ظلًا بين الضوء،
وصرتُ أنا رجلًا يكتبك
في الأماكن التي لا تعترف بالحدود.

اللحظة كانت مشتعلّة،
تزهر مثل شجر يرفض الفصول.
كلما حاولت الاقتراب منك،
غادرت شفاه الغياب قبلي.

في حضرة خيالك،
ركعت لصباحٍ يتسلل من رمشيك،
وصلّيت لعطرٍ يوقظ النوافذ من سباتها،
حتى الملائكة تذمّرت مني.

ثم أغلقت الكتاب،
أخفيت اللهفة بين الصفحات،
وعُدت إلى نفسي،
عارياً من الطمأنينة،
لكن ممتلئًا بالانتظار،
كما لو أن غيابك أصبح معي وحدةً كاملة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 جــــــــبران العشملي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...