أولئك الذين لا يغيرون العالم من حولك
لكنهم يغيرون ارتجافك فيه
يجيئون بلا ضجيج.. ولا ضوءٍ معلن
ومع ذلك يفتح حضورهم نافذة داخل روحك
كأنّ الهواء صار للمرة الأولى.. مفهوماً
الذين يشبهون الأمان
لا يشدونك إلى الحياة.. بل يخففون ثقلها
يمشون بجانبك ببطءٍ يليق بروحك المتعبة
يتركون في طريقك أثراً ناعماً
لا يسألونك مابك؟
ولا يطلبون منك أن ترتب حكايتك
يكفي أن ينظروا إليك نظرة واحدة..
تطفئ في قلبك كل الجمر الذي لم تستطع قوله
يفهمونك من الإنكسار قبل العبارة
من الإرتجافة قبل الصوت
الذين يشبهون الأمان..
يمسحون عن القلب الغبار دون أن ينتبه احد
يصنعون حولك سكينة
كأنهم يضعون على كتفك برفق
رداء من طمأنينة لا تُرى
لكن أثرها يشبه شفاءاً... طويل البال
هؤلاء الذين لا يرحلون إذا ضاق صدرك
لا يتسللون بعيداً إذا تعثرت
لا يغلقون أبوابهم حين يرهقك الليل
هم الذين يجعلونك تتنفس بعمق من جديد
كأنّ كل شيئٍ فيك عاد.. الي موضعه الصحيح
الذين يشبهون الأمان..
لا يقولون الكثير
لكن قربهم وحده يعيد ترتيب فوضى روحك
يلملم شتاتك كما يجمع الضوء...
ذرات الغبار في حزمة واحدة
إنّ الأمان ليس مكاناً
ولا وعداً
ولا لغةً
الأمان شخص..
إذا حضر هدأ كل ما فيك
وإذا غاب..
ترك في قلبك نوراً.. يعيش عنك.
حنان الجوهري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق