الكاتب سامي المجبري
إنّ النصيحةَ الصادقةَ ليست مجردَ كلامٍ يُقال،
بل هي بَذرةٌ تُلقى في أرضِ القلبِ الصالح.
وثمرتُها الأولى هي نورُ البصيرة؛
ذاك الإدراكُ العميقُ الذي يُمكّنُ المرءَ
من رؤيةِ الحقائقِ خلفَ ستائرِ الأوهام.
فكما أنّ المطرَ يُحيي الأرضَ الميتة،
فإنّ الموعظةَ تُنعشُ الروحَ الغافلة.
اليقظةُ من السُّبات. لا يجدُ قلبُ الحكيمِ متعةً في النومِ الطويل، فثمارُ الموعظةِ تدفعهُ إلى الاستفاقةِ من سُباتِ الغفلةِ والتهاون. هذه اليقظةُ تحولُ الأيامَ العاديةَ إلى فُرصٍ مُتدفقةٍ للعملِ الصالح. يصبحُ الزمنُ قيمةً مُقدسةً لا تُهدَر، بل تُستثمَر في بناءِ الذاتِ وعمارةِ ما حولها.
رَشادُ القَرارِ واستقامةُ المسير. العبرةُ المستخلصةُ
من تجاربِ الآخرينَ أو من قَصصِ التاريخِ،
هي بوصلةٌ تُنجيكَ من التخبّط. فمن اهتدى بالعِبَر، سارَ في طريقٍ مُعبّدٍ باليقينِ لا بالتردّد.
لا تُعَدْ تكرارَ أخطاءٍ كافيةٍ لغيركَ،
بل اقتطفْ ثمرةَ النُّضجِ جاهزةً.
سَكِينةُ الرضا وغِنَى النفس. إنّ من أهمِّ ثمارِ الحكمةِ هي قُدرةُ القلبِ على استيعابِ التقلّبات. ينالُ المرءُ سَكينةً لا تهزُّها عواصفُ الدنيا؛ يرضى بما قُسِمَ له، ويُدركُ أنّ الغِنى الحقيقيَّ ليس غِنى الجيوبِ، بل غِنى النفوسِ التي تزكّت بالعبرةِ والموعظة. هذه السكينةُ هي جائزةُ من أتقنَ فنَّ الإصغاءِ للناصح الأمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق