الجمعة، 21 نوفمبر 2025

يعاتبني الاصدقاء بقلم حكمت نايف خولي

حكمت نايف خولي 

يعاتبني الاصدقاء

آهٍ من الزمن وتقلُّباتِ الفصولْ 

لا شيءَ باقٍ سرمدياً كلُّ شيءٍ يفنى ويزولْ 

هي الحياةُ هو الإنسانُ مآلهُ إلى الزوالْ 

ها أنا أتفيَّأُ تحت ظِلالِ الخريفِ

 أوراقُ العمرِ بدأتْ تذبلُ تصفرُّ تتساقطُ  

عرفتُ نفسي عرفوني أترابي جدِّياً ملتزِماً 

أعشقُ الروحَ وبحوثَ الفكرِ والفلسفةَ   

أبتعدُ عن النَّزوات عن الهوى والأهواء 

ماذا حدثَ وقلبَ الموازينَ أعادَ الخريفَ ربيعاً ؟

مضت سنين العمر وأنا في شبه غيبوبة وانذهالٍ عن الواقع 

مدفوعٌ بإحساسٍ غامضٍ مبهمٍ أبحثُ عن حبيبةِ العمر 

طويتُ في أعماقي رؤية لازمتني طفولتي وشبابي   

رؤية تحمل بصمات وملامح من كانت معي عبر الدهور 

كانت معي روحاً تفوح منها رائحة النرجس 

خصال النرجس بعفَّتِه وعذوبتِه ... تتالت الايام تدحرجت الأعوامُ 

وانا على يقينٍ اترقَّبُ تحقيق هذه الرؤية مهما طال الزمان 

صنتُ قلبي عن الحبِّ أغلقتُ أبواب ونوافذَ روحي 

فجأةً وانا أستظلُّ تحت غصونِ شجرة الخريف 

والأوراقُ الصفراءُ تتساقط فوقي منذرةً بالرحيل 

إذ بحوريةٍ تطلُّ من غياهبِ الدهورِ 

أصابني خبلٌ وذهولٌ تخدَّرتْ أحاسيسي تلبَّدَ ذهني 

أصابتني غيبوبةٌ وانخطافٌ عن الواقع 

ويلي هي من تحمل بصمات الرؤيا رائحةَ النرجس 

لم أصدق أنني أمام حقيقةٍ روحيةٍ مدهشة غريبةٍ 

بدأتْ رحلةُ آلامي وعذابي ..... مسيرةٌ على جمرٍ محرقٍ

إلهي يعرفُ كم عانيتُ كم تكبَّدتُ من أوجاعٍ روحية فكرية 

كم عصفتْ بقلبي العواصفُ كم مزَّقتني الأنواءُ والأعاصيرُ

 قلبي يفتِّتُه الألم روحي تمزِّقها الأوجاع 

الآن وقد مضى العمرُ جاءت الأقدارُ 

تضعُ أمام عينيَّ ظاهرةً روحيَّةً من أخطر الظواهر 

لقاءُ الأرواح مهما طال عليها الزمن ...

حقيقةٌ أغرب من الخيال لكنَّها الحقيقة 

بعد غوصٍ مريرٍ مضنٍ وشاقٍ في محيطاتِ الروح 

تأكدتُ من البصمات تعرفتُ عليها وقد أصبحتْ جليَّةً واضحةً أمام روحي   

عرفتها عرفتُ بها من رافقت مسيرة رحلتي عبر الدهور 

بنيتُ لها معبداً في قلبي أقمت لها مذبحاً في روحي 

خشعتُ في هيكلها عابداً عاشقاً متنسِّكاً صادحاً منشداً لها أجملَ الأشعار 

 لم أرَ فيها غير الروحِ لم المحْ في محيَّاها غير ملامحِ الروحِ 

في عالمِ الأنوار عالم الروح لا معنى للحبِّ البشريِّ 

الجميعُ أرواحٌ ملائكيةٌ أجسادٌ نورانيَّةٌ المشاعرِ والعواطفِ مشاعرٌ روحية 

الحبُّ الروحيُّ لا يعرفُ زماناً ولا شيخوخةً هو في شبابٍ دائمٍ 

وخلودٍ دائمٍ كخلودِ الروحِ وبقائها  

اعذروني أصدقائي هذا هو الحبُّ عندي هو ما أتغنى به أعيشُ له 

في هذا الكونِ الغريبِ حقائقٌ أشدُّ حقيقيةً وواقعيةً 

من حقائق المادة المحسوسةِ الملموسة

يعاتبني الأصدقاء

حكمت نايف خولي 

من ديوان همسات الروح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...