✍️ د محمد حلاوة
صمت القلم..
يتأمل زمنا تساقطت فيه المعاني
وتشوهت وجوه الحقيقة
تحت أثواب الرياء والأسماء الكثيرة
كان يكتب نوره يوما،
فيزهو الحبر كأنه صلاة ضوء على ورق الخلود،
أما اليوم...
فكأن الحروف أصابها برد الزمان،
وانكسر فيها نبض الصدق،
وتاهت في أسواق الزيف والعروض.
يا قلم الصمت،
كم كتبت لوجه واحد،
فأصبحت الكل وجوها تتشابه في المرآة!
كم ناديت صدى الحقيقة،
فعاد إليك صوت المصالح والتصفيق.
آن لك أن تسكت،
فالضجيج بات أبلغ من الحكمة،
والحروف تباع كسلعة في سوق الأسماء،
والمعاني تستعار لتزيين الكذب،
كما تستعار الأقنعة في الليل الطويل.
لكن...
سيجيء يوم يتحدث فيه صمتك،
ويسمع الناس ما لم تقله الحروف،
يوم تنكشف الأوراق،
ويبقى القلم الصامت،
وحده...
شاهدا على الحق النقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق