بلهجة تهكمية سواحلية يشوبها استصغار لي سألني الرائد اسكندر قائلا: شو يا عريف يحيى: أما سنحت لك الفرصة أن تطلع على تعميم معلق في لوحة الإعلانات ؟!
[ سؤال الرائد هذا يتضمن تلميحا إلى مسألة لحيتي التي لم أزل مستمسكا بها - كانت هذه اللحية بالنسبة لي هي خط الدفاع الأول عما يخص ديني كله، سواء من صلاة و صيام و قراءة للقرآن و غير ذلك، و على الأخص في ظل نظام كان قد أعلنها صراحة أنه ضد مظاهر التدين بكافة أشكاله و رموزه و قيمه - ]
قلت، نعم سيدي قد اطلعت على التعميم و أمعنت فيه النظر جيدا
قال: فما قولك إذن في أمر لحيتك هذه ؟!
[ لا أخفيكم أيها الأحباب أنني بدأت إذ ذاك أبرمج مواقفي كلها على اعتبار تكافؤ القوة بين النظام الحاكم و حزبه الواحد و بين عموم أحزاب المعارضة و على رأسهم طليعة الإخوان، و تجلت في هذه الحالة لعبة عض الأصابع بين أطراف الصراع فأيهما يصرخ أولاََ - في تلك المعمعة - فهو الخاسر ]
[ التعميم صادر عن مكتب وزير الدفاع آنذاك - مصطفى.ط - و مفاده: أنه عند قيام وزير الدفاع بزيارة ميدانية على بعض الوحدات و القطعات العسكرية شاهد عددا من الأفراد ملتحون، و هذا مخالف للأنظمة العسكرية المعمول بها، لذا نهيب ب قادة الوحدات الإدارية و مدراء المدارس العسكرية بإتخاذ مواقف حازمة تجاه هذه الظاهرة ]
قلت للرائد - بشيء من ثقة و اعتداد و عدم تردد بحيث لا يبدو علي ملامح ضعف و انهزام - قلت: نعم، أنا الآن غدوت في وحدة مقاتلة و في سرية العمليات تحديدا، أي لست أنا الآن في مدرسة عسكرية ولا في وحدة إدارية [ كان الرائد قد انتبه إلى مغزى كلماتي هذه التي تحمل في طياتها شيئا من تخويف، و يدل على ذلك ما عقب به الرائد على كلماتي تلك ]
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق