حين قلت للرائد بأنني غدوت الآن في وحدة مقاتلة، و لست في مدرسة عسكرية، أدرك مغزى كلماتي و بدت ملامح غضب و احتقان في وجهه، و قال: لكنك الآن تتبع دورة تعليمية عندنا
صحيح أنني كنت أجيب الرائد بعفوية و تلقائية، لكن إجابتي حين قلت له بأنني أصبحت الآن في وحدة مقاتلة، حملت هذه الإجابة في طياتها شيئا من حزم و صلابة - مبعث ذلك الموقع المتقدم الذي غدت عليه المعارضة السورية إذ ذاك - [ كان ذلك قبل أن يلجأ النظام السوري يومها إلى ما أسماه ب"العنف الثوري" الذي عماده مقابر جماعية، و أمهات ثكلى، و سجون ملأى ]
كان الرائد يعلم تماما أنه وفق حسابات السلامة و الأمان فإن المدرسة العسكرية شيء و الوحدات القتالية الميدانية شيء آخر، فالجندي في المدرسة العسكرية لا يحمل سلاحا، و هذا بخلاف كونه في وحدة قتالية
هنا سألني الرائد: هل تم تحميلك ضمن طاقم للخروج إلى المشروع ؟ قلت: نعم سيدي تم تحميلي ضمن طاقم رقيب أول /عمر . ط/
قال لي: انصرف الآن، و بعد عودتك من المشروع يكون لنا كلام
= كان المشروع في/ أبو الشامات/ و هي منطقة صحراوية قاحلة تقع بعد منطقة الضمير في ريف دمشق الشرقي =
و كانت لي في ذلك المشروع أحداث و أحداث أحدثكم عنها أيها الأحباب بعون الله تعالى في ورقات تالية من هذه السلسلة
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق