بقلمي : د/علوي القاضي .
... كثيراً ما نلاحظ من شخص يعاني من (الكبت) إنفعالا مبالغ فيه ، فالكبت هو الذي ولد هذا الإنفجار
... (الكبت) آلية دفاعية نفسية لاواعية يقوم فيها الفرد بحجب الأفكار ، والذكريات ، والرغبات ، والمشاعر المؤلمة وغير المقبولة من العقل الواعي ودفنها في العقل اللاوعي ، وذلك لحماية نفسه من الألم العاطفي ، والقلق ، والذنب المرتبط بها
... وإعتبره (سيجموند فرويد) حجر الزاوية لنظريته ، وأنه ضروري للحفاظ على الصحة النفسية ، بتجنب الصراعات المباشرة مع الرغبات الغريزية والقيم الأخلاقية ، وهذه المواد المكبوتة لا تختفي تمامًا ، بل تظل نشطة في اللاوعي وتؤثر بشكل غير مباشر على السلوك ، وقد تظهر على هيئة ★ أعراض عصبية مثل القلق أو الإكتئاب أو بعض الأعراض النفسجسمية ، ★ فلتات لسان ، ★ أحلام ذات معاني رمزية ، ★ صعوبة في تكوين علاقات ومشاكل في التواصل
... وأعراض (الكبت النفسي) ، تشمل علامات وأعراض المشاعر المكبوتة ، مثل★ تقلبات مزاجية أو ردود فعل مربكة ، ★ صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات ، ★ النسيان ، ★ التهيج أو الغضب ، الشعور بالذنب أو الخجل ، ★ الألم المزمن والتوتر في الجسم ، ★ الشعور بالإنفصال عن المشاعر وعن العالم الخارجي
... والتعامل مع الكبت ، يكمن في العلاج النفسي ، لا سيما التحليل ، لجلب هذه الأفكار والمشاعر المكبوتة من اللاوعي إلى الوعي للتعامل معها وحل النزاعات المرتبطة بها ، مما يؤدي إلى التخفيف من الأعراض
... ويمكن أن تشمل طرق التعامل ، ★ العلاج بالكلام مع معالج نفسي مختص ، ★ التعبير عن المشاعر وكتابتها في مذكرات ، ★ ممارسة الاسترخاء والتأمل واليوجا للمساعدة في تخفيف التوتر الجسدي والنفسي
... وتظل العناصر المكبوتة موجودة في اللاوعي وتؤثر على سلوك الفرد دون أن يشعر ، مما يجعل التفسير صعبًا ، ويسبب أضرارا ، ★ نفسيًة والإصابة بالقلق والإكتئاب ، وصعوبة التعامل مع الضغوط ، وانفجارات عاطفية ، ★ وجسديًة تظهر على شكل صداع مزمن ، إضطرابات في الجهاز الهضمي ، إرهاق ، وتغيرات في الشهية أو النوم ، ★ وقد يلجأ الفرد لسلوكيات غير صحية كالإفراط في تناول الطعام أو التدخين كوسيلة للتأقلم
... والتعامل مع الكبت ، ★ بالتواصل ومحاولة التحدث عن المشاعر مع شخص ثقة أو مع متخصص ، ★ كذلك الوعي بالمشاعر والتعرف عليها والتعبير عنها ، ★ وإستشارة متخصص ، إذا كان خطر على حياتنا
... لذلك يعتبر الكبت أزمة في المجتمع ، وبالأخص العجز عن التعبير عن الغضب أو القهر أو الغيظ
... تأمل حضرتك لو أنك إنفجرت ، ★ في رئيسك فالنتيجة هي (تحقيق وعقوبة !) ، ★ في أستاذك فالنتيجة (مجلس تأديب وفصل !) ، ★ في الضابط المستفز فتكون النتيجة (إنت حتطول لسانك يا روح .... ؟!) ثم (تلفيق تهمة) ، ★ مع زوجتك (إنت ازاي تكلمني كده ؟! ، ماما كان معاها حق لما قالت إنك إنسان سافل !) ، ★ تتشاجر مع أي شخص ، النتيجة هي أن تصحو في المستشفى لتتشاجر مع التمريض !)
... وهكذا لا يوجد أحد يتحمل إنفجارك ، وهذه مشكلة حقيقية
... في كل رمضان سوف تقرأ في الصحف جرائم نتيجة الكبت لأسباب تافهه ، فالأمر لا يتعلق بالجوع ولكن بإخراج شحنة الغضب والعنف الداخلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق