إن المدادَ سِرُّ الخلود، وبه تُزهرُ الفكرةُ وتتجسدُ الرؤيا.
في صمتِ الكتابةِ، يسكبُ الأديبُ خلاصَةَ وجودِه: شجنَه، حِكمتَه، ارتباكَ روحِه، وألقَ اكتشافِه. تتحولُ الحروفُ إلى حجارةِ زاوية لذاكرةٍ لا يمحوها الغيابُ، فكل جملةٍ هي ومضةٌ التقطتها عدسةُ البصيرةِ في أعمقِ لحظاتِ التجلي.
يرحلُ الجسدُ، وتبقى الكلماتُ مرآةً صافيةً تتحدى فناءَ الزمن. يجدُ فيها القارئُ نفسَه غريبًا ومألوفًا، فيظنُّ أن كلَّ هذا البوحِ القديم ما خُطَّ إلا ليوقظَ شيئًا كامنًا في صدره هو وحده. هذا هو الميراثُ، أن تصبحَ روحُ الكاتبِ أبدية في نبضِ من يقرأ له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق