علوي بن محمود
الفصل الرابع :
عاد ملحف الى داره بعد انتصاف الليل بساعة ونصف وقد نجع قاته مدندن لحنا قديما في مزاج منشرح وبال رايق واذ هم النزول الى جحره تحت الأرض لمح اضواء ديوان اسقبال الدار في الطابق الأول لازالت مضائه فمضى يتفقد من هو فيها على سمر فأذا فيها بعض اهل الدار فيسلم ويجلس فيناديه احد اخوته مستغربا وكنك ياملحف قفلت سمرتك بدري الليلة فيجيبه ملحف بلطافه الحمد لله المزاج رايق قلت بنام بدري الليلة وقد شبعت من السمر
اذ ينط صهر اخيه الأكبر متحدثا بتهكم سوقي ساخر اهو اهو ياملحف ماهو من السمر شبعت الا من ذي جابه هل المجلجل شي باجيرو فل اوبشن وشي كهرباء الله اعلم ايش بعت لهم من قاع البلاد
يقفز ملحف من مجلسه بغضب وقد اشتط به عرق القبيلة صارخا ايش تقول يالخام وبلا شعور يسحب مسدس المايكرويف من خصره ويشحنه سريعا واذ يهم بالتصويب يقفز احد اخوته ليرفع يده الى السقف فتدوي طلقة بصوت دوي عنيف ويحول بعض الحاضرين بينه وبين الصهر الذي يفر هاربا للخروج من الدار فيدفع ملحف من يعيقه ويطلق اخرى ترن في درجان الدار واذ وصل الى خارج الدار الا والصهر يركض سريعا كالأرنب وان يدركه فيطلق ثالثة في الجو صارخا بكل غضبه انا ملعون ان عادك دخلت دارنا ويعيد المسدس الى خصره بيد مرتعشة سخطا وولع سجارة اخذ ينفث دخانها بعصبية فيما اخوته يحاولون تهدئته غير مستغربين من سورة غضبه واذ بعض جيرانه يقفزون بسلاحهم وبعض من كان ساهرا في ديوانه القريب متصارخين ايش في ايش في ياالجلييدي فيجيبهم ردو سلاحكم مافي شي مافي شي ذلا ثعلب دخل للدار وخلاص هشيناه وهنا يعلو صياح نسوان الدار بما فيهم ام ملحف وتنقض عليه اخت زوجة اخيه الاكبر وتمسك بخوانيقه صارخه يتمت عيالي يالخام فيجيبها بحزم لاه مايتمتهم لتنتزعها اختها مبعدة اياها عن ملحف وتصرخ جبت الفاصلة ياملحف انا واختي وعيالنا معد لنا مقعد في داركم يجيبها ملحف بعصبية هبوا وطيرو بسكه من وجع راسي فتقول الزوجه لأختها هيا بنشل قشنا ونخرج ذلحين واذ تعود الى ملحف روحه الدوبلماسية مدركا الشر الذي وقع فيه وكان سيكون اسوء لولا لطف الله اذ يقول لزوجة اخيه ياكنه كني ماشي نسوان تخرج من دارنا في الليل جسو للغداء بكرة ومالش الا رضاش ورضا اختش على مابدر مني فيأمن اخوته على كلامه وتهدئ الأختين وتصعدا الدرجان متعللتين بأنتصار شكلّهما على صبر ملحف وطمعا بتعويض دسم على غلطت ملحف الذي يهبط الى جحره كابحا شرور نفسه ورغبته برد اعتباره فهانت عليه الدنيا ولم تهن نفسه العزيزه التي حز فيها معنى كلام صهره من تهمة الخيانة وردد في سره لاعاش ملحف اذا خان لاعاش ملحف اذا خان
ونام مقهورا مكبودا وقد طار صفو سمرته وطاردته الكوابيس والأحزان حتى في احلامه
لم ينهض ملحف صباحا مفوتا وجبة الفطور رغم انه صحى منذ الضحى ومكث يتقلب على فراشه مراجعا خيارته تاركا اهل الدار يتقلقلون مترقبين صعوده لينتزعه صوت احد اخوته يناديه ان اصعد للغداء
واذ يتربع في جلسته ناظرا فقط الى صحنه الذي يتناوله في صمت وسط وجوم الحاضرين وبعد ان انهى وجبته متناولا كأس شاي أحمر بعد الغداء المعتاد يرفع نظره ويقلبه في وجوه اخوته واصهاره من ازواج وزوجات ليتوقف لوهلة متأملا اخيه الاكبر وزوجته واختها ثم ينقل بصره متفرسا في وجه أمه ويقرأ في عينيها كلام كثير ليحزم امره ويبدأ بالحديث مراقبا انفعالات امه على مايدلي به
فيقول ياهل الدار صبرتو علي كثير وصبرت عليكم كثير وان كان في نفس بعضكم ظن اني هضمت اخوتي فأني اليوم بغيت منهم يبروني من ظنونهم ويقولوا بريت ياملحف وصفيت النفوس ان كنت ظلمت فظلمي على نفسي وان كنت عدلت فأنتم اعز من نفسي
فالآن تخيرو لأنفسكم بين كل ماهو لي من مال وعقار هنا في العاصمة وبين كل ماهو في القفيفه ريف البلاد
وان كان تعبتوا من خدمت امي وهذه الدار فأنا ماحطيتكم فوق راسي وراسها الا على سالف الجدود وان كان على امي فمن اليوم لها عشر من يكونون في خدمتها ولايوجوعون راسها بخصامهم وخصام عيالهم هيا قوموا وتفرقعوا كلين في دار لوحده ومن هو مثني له لكل حرمه دار
ويلتفت الى امه قائلا ياماه شفينا غلبت كيف بس بجمع ماالله يريد تفريقه فتهز امه رأسها موافقه على كلامه مقدرة مابذله من طيب نفسه رغم اساها على تفرق العصبة
واذ يتشاور النساء وازواجهم يختارون رفاه العاصمة على شضف الريف الذي يبعد ٨٥٠ كيلو ويتناثر بين صحراء ووديان ومراع جبلية وعرة
واذ اذاذاك يصارح ملحف امه ويقول يامه انا داري مابنفسك عن غربتي واسفاري واسماري خسرت زوجتي وعيالي من قبل واليوم تفرق اخوتي غصب عني ومابقيلي الا انتي واني عزمت على ترك شغلي في الخارجية وباستقر في الريف وقد جهزت مزرعه في لقوا فأن احببتي ان تخرجي الى القفيفه فياسعدي بش وان احببتي ان تبقي في هذه الدار فتحت امرش
تجيبه امه ان ياوليدي قد تفرق الأحبه وانته وحيد وانا حنيت للقفيفه ولقبر ابوك فيها قدر الله طالما بتقعد هناك بونسك فيها طالما بتقاطع الاسفار البعيده
بعدها بأيام يركب ملحف طائرة الى ريف البلاد بصحبة امه التي تقر عينيها ببساتين نخيل لقوا النظرة وهواء واديها الجميل رغم قسوة الطريق اليها ووعورتها التي هونتها راحة وفخامة السيارات التي اهداها المجلجل الى ملحف ولم تكن لها مثيل اذ كانت عربات ثقيلة بثمان عجلات اربع امامية تلف بهن واربع خلفية ودفع كامل بكل العجلات وصوت محركاتها الديزل يجعي بقوة ويزأر اذ تتحرك بعزم هميم رغم ان سرعتها لاتتجاوز السبعين كيلو الا انها كافية للطرق الوعرة وتكييفها مريح ومقصورتها تعزل هدير المحرك المتوحش واطارتها العملاقه العريضه تمتص اغلب اهتزازات الطريق الوعر
واذ يستقر ملحف في لقوا يتناول هاتفه العامل على الاقمار الاصطناعية متصلا بحمد المجلجل في عتاب صديق
الو هاه ياحمد ايش ذولا الوحوش ذي جبتهم لي ماشاء الله قوة وجبروت ولاشي وعر ولاشعب ضيق ولاسيل يوقفهم
يقهقه حمد من الجهة الاخرى للهاتف نعم وعادك مادريت انهن يسبحن في الماء بسرعة ٧ كيلو هيا اعبربهن السيول عرض وطول لابغيت
يضحك ملحف ويرد ماشاء الله ياحمد ماغير ماحد يستقبل السيل ولايستدبرة يكفي لقطعت عرضه وانته جبتلي شي عجب لكن معدشي داعي لبوزة الديزل تكفي حق الماء
يجيبه حمد خلها خلها بتنفعك وان ماحتجت لها كل شاحنة خزانها بيمشيك الف وميتين كيلو متر وبتجي للعاصمه بخزان واحد والزايد يزيد
يرد ملحف سلمت وغنمت ياحمد ماجعنت انك بتجيبلي ذي العينه وليش عاد زيدت الثنتين الصغار معد لهم داعي في وجود ذي يعبرك كل مكان
يجيب حمد هنا بالقول الصغار بينفعونك في المشاوير الخفيفه المستعجلة والعفو منك ياملحف ذي طلبتهم انته رانغلر امريكي وذولا ذي معك واز روسي والكبار شامان حنا وكالتنا كلها روسي الامريكي مانتعامل به
يجيبه ملحف الجود من الموجود والواز مثيل الرنغلر لكنه
لاوزوز بجيي بوزوزك ياحمد
يقهقه حمد على الهاتف ويجيب مازحا لاوزوز الواز بابطبطه بطباط اطمن ولاماعجبك رده وبتعنالك في جيوب رنغلر وصحارى وشيروكي وليبرتي وذي بغيت
يقهقه ملحف ويرد بمشاكسه لا ياحمد يكفي الباجيرو جبتها معي والتسلا في عاصمة القفيفه خليتها وانا خلاص بترك الخارجيه وباستقر هنا
يجيب حمد بحنق آخ منك يالخايس الهايس صح بغيت بتتركنا في العاصمه عادنا الا تعرفنابك وماشبعنا من عشرتك
يجيبه ملحف لاتقلق بانجي وبنزورك كل عام وانته لاهزك الشوق اركب هيلوكبتر وبتجيني حيث ماكنت في مرعى او صحراء والتلفون بيننا ماينقطع وعلى السيرة اشكرك بقوة اذ كل الشامان والواز بهن لاسلكي طياري منشان لافترق الركب يعود ويتجمع
ويتوادع الصديقين وينتهي الأتصال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق