..................................
بقلمي : عبدالناصر سيد علي
ما بين زحمةِ الحياةِ وتُخمتِها ، ونِسيانِ الجذورِ وعفنتها ، وعتباتِ العشمِ الضائع ومراسيِّ اللغوِ البائس تترنحُ القيمُ والمبادئ ، وتتجنبُ الأخلاقُ والمذاهبُ ، وتسودُ عتمةُ العيوبِ والمساوئ .
فأصبح الأبُ يحتاج إلى أبٍ يحنو عليه ، ويمُدُ يدًا تغزِلُ من دموعِه مِنديلًا تُكفكِفُ به خيباتَ الغرسِ السامّْ من تِرياقِ أفعى كَوِلْدٍ من فصيلةِ لِئام
فلا للبشيرِ منصفًا ،ولا للنذيرِ مُنْصِتًا ، فحال بينهما الانسجامُ طبْعًا وزاد الصراعُ ذرعًا فصار من المغرقين.
فالذاتُ هائمةٌ ضائعةٌ في خِضَمِّ الملذاتِ والشهواتِ وحرمانِ النفس من كل ما يقبحُ جماحَها ويُمسكُ بزمامِها تتجرعُ كؤوسًا خُلِقت لا من أجله ، وتترسَّمُ طُرقًا تسيرُ في دربها كطفلٍ تَتَبَّعَ عصفورًا أعلى سقفٍ مفروشٍ من بقايا بُوصٍ وَهْنٍ ما لبث أن صار رهينَ السقوط ، أو الأمانيِّ البعيدة وعليه أن يتخيَّرَ أحدهما فبفلسفةٍ من رغباتِ الذات ما لبثَ أن سقط مغشيًّا عليه كسكرانٍ في جوفِ كوخٍ بعيدًا عن الأنظار يترقَّبُ لحظةَالخلاص والمناص ، فصار سجينَ اختياراته
مرهونًا بعفوٍ لايستحقه
وذنبًا قد اقترفه.
هذا ضلع ..
وما بين تعاليمٍ إلهيةٍ جُرِّعتْ له عُنوةً فقاءَها تارةً ، واستساغها تارةً أخرى وما بين هذه وتلك تلوَّى كالملدوغِ يبحثُ عن مصلٍ يداويه أو قناعٍ يُداريه ، فالمصلُ متاحٌ والقناعُ غلَّاب فسار بقناعه يحفر ويحفر إلى حيث الهاوية.
هذا ضلع ...
ذهب إلى نِبراسِ الهُدى ومِصباحِ الدُجى كبَيْضةٍ فقَستْ من رَحِمِ ملَكٍ ولكن هيهات هيهات ،فالبيضةُ مُلقَّحةٌ من دَخيلٍ فصارت لا طعامٌ تجودُ به ، ولامولودٌ يشبهه ، فتبرَّمَ على المِحرابِ وأهانَ الراهبَ وألقى بالألواحِ وهامَ على وجهه في بحرٍ لُجيٍّ .
هذا ضلع...
فبمرارةِ مُحِبٍّ ،وبلوعةِ أبٍ ، وبباحثٍ عن حقيقةٍ وبتائهٍ عن طريق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق