ينبض الفراق الأول في رحم الأمان، دمعة أولى وقيد وصال يشدنا إلى منبع الحنان الأزلي. ينساب النهر السري، يروي الحياة والممات، وهتافه الأوحد: "الحب منتهى الغاية والبداية". كل روح سفينة على متنه، بوصلتها الشوق وحده، تقتفي أثر الحقيقة في بحر الوجود. يجري النهر على وتر خاص يجمع رقصة البهجة وندبة الوجع، وسماء المعرفة تحصي فيه كل قطرة، فتتألق في كل نقطة حكمة وسرمدية. يظل هذا المجرى شريان الكينونة الأوحد، ففيه ينابيع الإدراك تتفجر، وفيضه من اليقظة لا قرار له ولا انتهاء، بل يبقى أبدًا رمزًا للحب والشوق والوجدان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق