هُدى تعلقتُ بكِ كُنا صِغار
كالبراعِمِ على أغصان الأشجار
.
قطفوا براعِمُنا وحجبوا الأبصار
قبل أن ينبُت في صدرُكِ ثِمار
.
صغيرين عيونُنا مناهلٌ لقلوبنا آبار
ذبلت قلوبُنا وما نفعت دموعِنا الغِمار
.
ويا ليتنا بقينا براعمٌ صِغار
ولم نُصبِحُ شبابا للعشقِ استعمار
.
وبقينا أطفالٌ نلعبُ بين الحِجار
وما فرقنا عشقٌ ولا بالكبر أعمار
.
ويا ليتني عصيتُ الدارين بِلا أعذار
وكُنتُ لحماكِ من الدارين أسوار
.
ما نفع قلوبُنا خلافُ الأهلِ والأعذار
وما كسبنا إلا نار الشوق إعصار
.
هُدى سلاماً لروحُكِ غيمةُ أمطار
والصبرُ لقلبي على فُراقُكِ سِتار
.
ما نفعَ عاشِقٌ عُذر النصيب والأقدار
ولم يُزيل بالكبرِ شوقَ عِشقُ الصِغار
.
هُدى قد سَخِرا منا الدهرُ والانتظار
وما جنينا من الانتظار إلا الأضرار
.
بتنا كالعُميان نحلمُ برؤى الأنوار
وما نفعت الأحلامُ لِفاقدي الأبصار
.
نشكو الزمان نجمعُ عن بعضِنا الأخبار
أغلبُ الناسِ لعشقنا أشرار وقلةً أخيار
.
هادي صابر عبيد
سورية السويداء