وَإِذَا الْحَيَـــــاةُ تَبَسَّـــمَتْ لِوَضِـــــــيعِهَا
رَفَــعَ الْجِبَــــاهَ عَلَى الْعِبَــــادِ يَثُــــــورُ
مَــنْ كَــانَ يَحنِـي الرَّأْسَ إِنْ أَبْصَـــرتُهُ
وَيَغُــضُّ طَرَفًـا وَاللِّسَــــــانُ حَسِـــــيْرُ
يَعلُـــو كَمَا الدُّخَـــــانُ تَحتَ نُعُـــــولِنَا
ظَــــنًّا بِأَنَّــــــهُ لِلسَّمَـــــــــــــاءِ يَــدُورُ
الـدُّرُّ دُرٌّ لَــو كَسَــــــــاهُ غُبَــــــــــــارُهَا
أمَّا الدُّخَــــــــانُ وَإِنْ عَــــلَا فَحَقِـــــيرُ
وَِالْكُــــلُّ يَمْـــدَحُ فِي الْمِـــرآيَا نَفْسَــهُ
حَتَّى الثَّعَـــــالِبُ خَـــــــــــانَهَا التَّعبِيرُ
ظَنَّـتْ خَبَــــــالًا فِي الخِـدَاعِ عُلُـــوُّهَا
لَـمْ تَــدرِ أنَّ ذِرَاعَـــــــهَا مَبتُـــــــــــورُ
حَتَّى صِغَــــــــارُ الضَّـــبِّ ظَنَّتْ أَنَّــهَا
وَبِـرَفْـعِ رَأسٍ كَالنُسُـــــــورِ تَطِــــــــيرُ
هَــذِهِ الْحَيَـــــــــــــاةُ وَهَــذِهِ أَحـوَالُـهَا
تُعـــلِي وَتُــدنِي تَــــــــارَةً وَتُجُــــــــورُ
قَـد غَــرَّ أنثَى الضَـــبعِ أنَّ أُسُــــودَهَا
مَرِضَـتْ عَـــلَا صَــوتٌ لَــهَا مَـسعُــــورُ
سَتَظَـــلُّ تِلكَ الأُسْــــــدُ تَــاجَ رُؤوسِهَا
فَالضَّـــبعُ كـَلــبٌ لَـــوْ عَلَـيهِ حَــرِيـــرُ
وَإِذَا العُيُـــــونُ عَنِ الحَقَــــائِقِ غُـلِّقَتْ
سَادَ الكَــــــــذُوبُ وَمَنْ عَلَيهِ قُصُـــورُ
دَارَ الزَّمَــــــانُ وَكُلُّ خَــــــافٍ قَد بَــدَا
غَـــــدرٌ وَقُبـــــــحٌ حِــــيلَةٌ وَفُجُـــــورُ
مَـن كٌنـتُ أحسَـبُ لِلنِـزَالِ حَصَـــانَتِي
مَــن كُنـتُ أحسَــبُ بِالوَفَـــــاءِ جَـدِيرُ
مَـن عَـاشَ قَلـبُـهُ تَحتَ ظِـلِّ سَمَــائِيَ
قَد صَـــارَ ذِئبًــا بِالحُقُـــــوقِ كَفُـــــورُ
وَلَكَــمْ خُـدِعتُ بِبَــــــــــارِقٍ مِن ثَغرِهِ
قَــــد عَضَّ كَــفِّي الخَــائِنُ المَوتُـــــورُ
إنَّ الوَفَــــــــاءَ لَدَى الكِـــرَامِ فَـرِيضَـةٌ
أمَّــا اللِّئَــــامُ عَلِى العُهُـــــودِ تَجُـــــورُ
مَا الْمَــــــــرءُ إِلَّا حَيْـثُ يَجــعَلُ نَفْسَهُ
فَاجعَلْ مَقَـــــامَكَ كَالنُّجُــــومِ تُنِــــيرُ
كُــنْ صَــــاحِبًا لِلْحُـلْمِ مَهْـمَـا يَجـهَلُوا
مَــا الْحُــلْمُ إِلَّا زِيــــــــــــنَةٌ وَسُـــرُورُ
وَالـــزَمْ طَرِيــقَ السَّالِكِــــينَ إِلَى العُلَا
فَالمَجـدُ بَــابُــكَ وَالعَسِــــــيرُ يَسِـــيرُ
فَالنَّفْـسُ مَا اعتَــــادَتْ عَلَيهِ فَقُـلْ لَـهَا
إِنّــا لِيَــوْمِ الْفَصــلِ سَــوْفَ نَسِـــــــيرُ
وَارْبَـأْ بِنَفْسِــكَ أَنْ تَكُـــــونَ أَسِــــيرَهَا
يَــوْمَ الزِّحَــــــــامِ تُثَــــابُ لَــوْ قِطمِيرُ
د.أَحمَد عَبدالواحِد مُحَمَّد