فجر الليالي والأسف
* * * * *
آسف يا ليلتي ...
كلَّ الأحلام والتّمنيات غابت
عن فكرتي فغاب الأمل
فِي عزّ الحكاية الغنَّاءة
ولم يعد المكان شيئًا يحتمل !
فِي إحدى الليالي
غفوت للنَّوم قبل أنْ أجني
ثمار الحلم ولكن أيّ حلم يغالط
مواعيد الساعة مواتيه مع الزمن
والواح الليالي القمريّة
يحتكر الأجواء لصالحها
في ليلة ضجّت موانيس الأحلام
فأيّ حلم سيبقى ممددًا كاللوح على ظهر المنضدة
وانا متعطّل من القوة أنْ أتنفّس
ولا صوت يصدر منْ فمي إلاّ الهواء الطليق
ورائحة العطر المخبأ
منتشرة في سمائي كالغمام
وأنفاس مكتومه من جوف الصّمت
الكئيب والواقع نداره ...
وحبري تناثر ددرر الحروف والكلمات
على حبل المساء ....
ولا أعرف أنّ الصباح وليدة الحكايات
حين تتلاطم المشاعر مع الأحاسيس...
تأتي غريزة السّعادة من حيث
لا تُحتسب ....
* * * * *
في ليلتي فاضت بي لهيب الحلم
فحملتُ حلمي موطنًا للسّرح والخيال
والباقيات للأسف والأيام تُداولها
بألف ميعاد !
* * * * *
آسف للحظة لم يعد شيئًا
او حدثاً عادياً ...
ولا حرفاً سعيدًا ولا كلمة طيبة ينال إعجاب
الكتّاب والقرّاء والنقّاد ...
ومع ذلك ستأتي بعض الآمال
ويبقى ماضيّ حافل وممنون في ذاكرة المكان
أبد الدّهر ... فكل حدث له عالمان
عالم ظاهر وهو الحيآة وما فيه من عجائب
وغرائب لا تعد ... وباطنه حرف لم يكتب
او صندوق مغلق تحت وسادة صاخره
وكل كلمة أكتبه الآن باقي على صندوق
بريدي ... ففي حوجتي أعود إليها ككرة مشعة
عائده من الحائط البشري ...
* * * * *
الحلم وطن والنوم جيشه الابيض
وعلى جبين الحلم تولد الف حكايه ....
فاليأخذ الحلم ثمراتها
على بوح الواقع او الخيال
فهذا الحلم لا تأخذ شيئاً في غابات النوم
إلاَّ الورود الحمراء
وكأنها عاده من عادات الأعياد العيديه
للعشاق ... !
آسف يا ليلتي إن تطاولت في الحلم
وفي الكلام
وإن تخاصمت برود الحبر
في ساعات الليل
وعند تقاطع الأحاسيس ووحده المشاعر
سنجد عندها الف ميعاد ...
* * * * *
في ليلتي هناك الف حكاية متدرجة ومغرمة
من صميم الحلم ...!
وقصص لم تنتهي ولم تكتب حرفاً منها
كرواية بلا عنوان وقصيدة بلا بدايه
وكل الخواطر كتبت لحب نجح
او ضاع في حدائق الأسف
ولم تنال إعجاباً ولا إهتماماً
في غابة مليئة بالدببة والخنازير
والأفاعي والاسود الأكثر شراسة
فأي شيءٌ سيبقى متوهماً كوهم الحب
إن لم نكن نحنُ الضحايا ...
فإن لم تتجاذب ارواحنا وافكارنا
سنتنافر كالشحنات الكهربائيّه المتشابهه
فكل الأحلام لها أوطان والحكاية
حاضرها وغائبها ... والليالي منازلها
المشيده بالدروع وأنصارها جيوش التفاعل
فإن لم نكن نحلم لما حملنا أيدينا وأفكارنا
فوق غمام السعادة ...
فيا ليلتي أتيتُك حامل كلمات حبي
وأسفي إن خنتَ طفلة حلمك يومًا
وقلبي رحيم لا يعثر الأسى
والهدي طريق لليالي
والحلم دليل لروايتي التي لم تنتهي
فلا حلم جميل إلاَّ وسبق التوافق
تحت نداء النّور والقمر المنير
فجر الليالي والأسف
بقلمي / الفاتح محمد ___ السودان