السبت، 26 سبتمبر 2020

قصة قصيرة جدا بعنوان الجرة الفخارية بقلم شحدة خليل العالول

 قصة قصيرة جدا ( الجرة الفخارية)

كنت طفلاً لم أتجاوز بعد عامي الرابع، أعدو في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين أنا و رفقة لي , و قد كنا نمر بالقرب من مجمَّع لصنابير المياه , الذي يستعمله أهل الحيّ للتزود بمياه الشرب و غيره , و كانت جارة لنا تحمل على رأسها جرَّة من فخَّار ممتلئة بالماء ، بعد ان عانت الأمرين , وبذلت الكثير من وقتها لمجرد الوصول الى الدور ، و ملء جرتها , و كانت في عجلة من امرها , خصوصاً و أن زوجها رأيتُه قبل قليل و قد عاد من عمله الشاق , الذي لا يكاد يفي باقل احتياجات اسرته . تعثرت قدمها , فسقطت على الأرض ، فحاوَلَتْ انقاذ جرتها بكل ثمن ، إلا أنها فشلت .تدفقت النسوة اليها ليرين ما حدث ، فوجدنها تبكي بشدة ، فقلن : لعل التواء في القدم قد ألمَّ بها ، أُخريات قلن : الامر على ما يبدو أشد ، يبدو أن الساق قد كسرت. سألت إحداهن المرأة ، و قالت: ما ألم بك يا ام يوسف ؟ قالت : كسرت جرتي ، قالت : الحمد لله على سلامتك ، كنا نخشى أن تكون ساقك قد أصابها مكروه ، قالت أم يوسف : لو أن ساقي كسرت أهون علي من أن تكسر جرتي ، فالساق يمكن جبرها في المستشفي , و بدون دفع اي قرش ، لكن الجرة من فخار و لا يمكن إصلاحها , و زوجي فقير لا يقوى على شراء غيرها . رغم صغر سني ذرفت عين دمعة ساخنة ، و لعلي سمعت صوت امراة بكت ايضا . قالت احدى الجارات : هذه جرتي خذيها , هي لك يا أم يوسف ، فتعلمين أن في بيتنا زير فخاري ايضاً و عندي جرة أخرى . تبسمت انا بعدها و لحقت باصحابي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

غَرامٌ لا يَموتُ بقلم عصام أحمد الصامت

غَرامٌ لا يَموتُ أَلا يا مَلاكي، أَنتِ الحُبُّ الأَبدي مادامَ شَكُّكِ قائِماً فَلا لُومَ إنَّ الغَرامَ عَلى شَفا الجُنونِ وَأَنا الَّذي مَلَ...