قصة قصيرة جدا ( إمرأة لكل الرجال)
أحد الشباب كان يقف بالقرب من بائع سجائر، يتحدث أليه ، لعله كان يجادله في أسعار السجائر المرتفعة ، و رغم ما تلامسه من أناقة مفتعلة ،في ملبسه، فلا يفارقك أحساس بأنه خشن الطباع ، ينقصه الذوق ، و الأدب . كان المكان أحد الأسواق ، و الشمس تميل نحو الغروب ، يرى أثرها من خلال ستائر البسطات التي تعم كل الطرق في أسواقنا ، مرت إحدى النساء بصحبة زوجها ، و قد كانت سافرة تماما ، تعجبت من هذا المنظر الذي غاب عن ذاكرتنا في قطاع غزة منذ سنوات ليست بالقليلة ، قلت لعلها نصرانية ؟! و لكن المكن لا نصارى فيه ، قلت لعلها أجنبية متزوجة بفلسطيني ؟! و لكن كلماتها القليلة التي سمعتها منها لا تدل على ذلك ، أخذ الشاب ينظر إليها بأعين الصقور ، يحملق ، و لا يكاد ينظر إلا إليها ، و أطلق بعض الكلمات الجارحة ، ليس لها فقط ، و إنما أيضا لزوجها، بألفاظ غزل فيها من الأباحية ما فيها ، نظر أليه زوجها نظرة غضب ، فواصل الشاب طريقته في الكلام ، فعاد إليه الزوج و في عينية الكثير من الشر . كان مثلي عدد كبير من الناس ينظر و يسمع و ينتظر النتيجة ، فلا أحد يتعاطف مع الزوج ، و بعد تعارك بالأيدي لمدة قصيرة كان التدخل من الجميع ..قال الزوج : أسمعتم كلماته القذرة ،قال الشاب : لكن زوجتك أجبرتني على مثل هذه الألفاظ ، أنا شاب و لا أتحمل ، ارحمونا ،أنا غير متزوج ، لم يعلق أحد على كلماته حتى زوجها ، خرج رجل لعله في السبعين من عمره من محله التجاري و قال للزوج : يا بني استر على زوجتك، و لا تخالف أمر الله، أو عرف المجتمع ، و إلا كانت زوجتك نهبا لاعين و لا أقول أيضا لأيدي الرجال فقد جعلت جسدها مشاعا للجميع . غادر الجميع المكان و كل يتأمل ما قاله الشيخ
بقلم شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق