السبت، 26 سبتمبر 2020

المحتاج قصة قصيرة بقلم شحدة خليل العالول

 قصة قصيرة جدا ( المحتاج ) :

حضر الى مسجدنا رجل تبدو عليه علامات المسكنة ، في ثيابه الرثة ، و كلماته المنتقاة ،التي تسلب العقول ، و نظراته الحانية ، التي تصل الى القلوب ، بأسهمها ذات الألوان المختلفة من التعبير ، و الإيحاء ، و التقارير الطبية التي يحملها . بين حاجته للمساعدة ، بعد أن أطلق العنان لشرح حالته، و تبيان قسوة ما فيها ؛ بأولاده التسعة ، و أمراضه المتراكمة ، و ديونه الكثيرة التي أطبقت على عنقه .بعد أن صلى الناس السنة ، بدأ كل واحد يخرج ما تيسر من مال ، قال رجل ممن رزقهم الله نعمة المال : لا داعي لكل تبرعاتكم ، سأرسل له بسيارتي كل ما يحتاجه البيت لشهر كامل ، فرح الناس بذلك ،إلا أننا لم نلس الفرح المنشود في أعين المحتاج . لعله صدم من هذا العطاء غير المتوقع ، قلت : سأذهب معك يا أبا محمد لإيصال المواد الغذائية . و عنما اقتربت السيارة من الموقع المنشود ؛ طلب إلينا المحتاج أن ننزل المواد في أول الشارع ، منعا للإحراج ،وافقه أبو محمد على ذلك ،فقلت يا أبا محمد نحن بحاجة لمعرفة عنوانه لنرسل له المساعدات كلما حانت الفرصة ، قال أبو محمد : كلام سليم ، و أخيرا وصلنا إلى بيت المحتاج ، و كان عبارة عن عمارة تتكون من أربعة طبقات . العجيب أن أبا محمد لم يصيبه العجب من الأمر ، فأنزل المواد ، و لم يعقب ، و ودع المحتاج بحرارة ، و وعده خيرا في المرات القادمة . ابتعدنا بالسيارة عن العمارة ، قلت لأبي محمد تبين أن صاحبنا يكذب ، قال أبو محمد : لا تغرك البناية ، فقد يكون كلامه صحيح ، قلت : دعنا نسأل بعض الجيران ، قال : ليكن ، و عندما سألنا عنه كانت المصيبة أن نجد كل ما قاله كذب ؛ فهو في رغد من العيش ، بأولاده الذين لم يقصروا معه، و أرضه التي يؤجرها ، إلا أنهم قالوا هي عادة عنده منذ الطفولة ، و قد حاول أولاده منعه فلم يفلحوا أبدا .قلت لأبي محمد قد علمت أن الأمر يخفي سرا منذ أن لم يفرح بعرضك إرسال المواد إلى بيته ، و لهذا جئت لأرافقك
بقلم شحدة خليل العالول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

غَرامٌ لا يَموتُ بقلم عصام أحمد الصامت

غَرامٌ لا يَموتُ أَلا يا مَلاكي، أَنتِ الحُبُّ الأَبدي مادامَ شَكُّكِ قائِماً فَلا لُومَ إنَّ الغَرامَ عَلى شَفا الجُنونِ وَأَنا الَّذي مَلَ...