ابتسمْ
ابتسم تذوي الهمومُ تنهدمْ // تنهضُ الأزهارُ من ليلٍ عَتِمْ
ابتسمْ فالفألُ خيرٌ للذي // يبتغي صون اللآلي والنِّعَمْ
ابتسم تسقي جمالاً عذوبةً // للفؤادِ الهائمِ الغضِّ الأهمْ
ابتسم تُحيي شباباً ضائعاً ... قد تهاوى في ظلامٍ كالعدمْ
لا تقلي قد تناهتْ أدمعي .. واستحالتْ مثلَ سيلٍ مقتحمْ
وانتشتْ فيَّ المُنى عبرَ المدى .. وانتهى صبري وكفي والقدمْ
واستهانتْ لكمتي كلَّ الحكوماتِ .. لم تشفي غليلي لم تقمْ
فاستشرتُ الطيرَ عن أرزاقنا .. عن سما أحلامنا إن يزدحمْ
عن صقورٍ أوجعت آمالنا ... وارتقتْ مثلَ السواري للقممْ
واحتستْ من دمنا من عِرضنا .. فانقصمنا قد ذبلنا كاللُّقمْ
واستشاطتْ سُمنةً قل تخمةً ... في قصورٍ كالسوادِ المُحتدمْ
ابتسمْ تجتازُ أوهاماً طغتْ // في دروبٍ كالحاتٍ كالتُّهمْ
ابتسمْ فالذهنُ يصفو كي يرى // فيضَ أدرانٍ كشوكٍ يقتحمْ
فالنُّهى عقلٌ يداوي جرحنا // يمتطي رأسَ الحقيقةْ والحُلُمْ
قد تكون الأرض حُبلى بالضجَرْ // تُغلقُ الأبوابُ في وجهِ الهِممْ
يحملُ المأسورُ كلَّ مؤهلٍ // يرفعُ الرأسَ أو يغني الأصمْ
ينتهي نحو الكرى في ذلةٍ // في حمى الأسيادِ يبقى في كَظَمْ
يسرقُ الأحلامَ في ليلٍ غوى // يشتفي من نفسِ مهمومٍ وهمْ
يمتطي صهواتِ مجدٍ زائفٍ // مِهنةَ الأحرارِ في عصرِ السأمْ
تُقطعُ الأرزاقُ من دربِ الفتى // ثمَّ تُعطى لابن مفتولِ اللُحَمْ
فابتسم تحظى بنفسٍ راضيةْ // وابتسمْ يبقى اللواءُ المُحترمْ
تذهبُ الأمراضُ من قلبٍ نديْ // تنتهي الآلامُ من رأسٍ حَكِمْ
فالعلةُ الكبرى زوالٌ للنعمْ // وامتلاءُ الصدرِ بالسيلِ العرِمْ
كلُّ أمراضِ الورى من همِّهمْ // فاتركِ الهمَّ المقيتَ الأذَمْ
تقتفي دربَاً صدوقاً كالذي // قد رعاهُ الحقُّ كي تحيا الأُممْ
كالرسول المُصطفى ذمَّ الذي // ينحني من كلِّ فعلٍ قد أهمْ
لا تقلْ قد طالَ عمري لم أجدْ // بيتَ حُبٍ يستريحُ المعتصِمْ
زوجةً مثلَ الخلائقْ كلِّهمْ // طفلَ وردٍ كالجمالِ المُنسجمْ
كيف أحظى بالسُّعادِ المُهتدي // والرؤى ترثي لحالي تدلهِمْ
والخيارُ الصادقُ الداني المهمْ // أن يعودَ العدلُ كي يروي القممْ
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق