نظرتُ إليها كالقمر مُنتصب
خرج من عيونُها شَهب
.
لمعَ في الصدر سهمٌ مُلتهِب
لم تراهُ العين مسهُ القلب
.
فارَقَت وبدى الجرح يلتهِب
وكأن عيونُها الكربُ والطُب
.
وما من سهمٍ يُنزعُ من الرحاب
وليس لهُ أثرٌ في الصدري ندب
.
جرحٌ ليس لهُ بالشفاء طُب
إلا عيون من كانت للجرحِ سبب
.
يا طالبَ الطُبِ من عيون مُعذبٍ
كطالب الشمس في ليلٍ رهب
.
لا الشمسُ تظهرُ في ليلٍ حدب
و لم تعود من تزوجت إلى مُحب
.
هُدى ألا تعودين إلى قلبي المُعذب
علَ الشمس تظهرُ في الليل عجب
.
نُصبِحُ عِبرةً للعالمين قِصة حُب
ويكتِبُ التاريخ قصتُنا في الكُتُب
.
لستُ بمجنونٍ ولكن الحُلم وجب
ويا ليتني أُصبِحُ لِأهلُكِ ذا نسب
.
وما حنَ على البشرِ إلا ذو القُرب
وما جَنت الأرحام بغير أصلِها عقب
.
يتبعُ الأبُ لأبيه والولدُ للأب
وما نفعت النساءُ ذُرية بِلا حسب
.
وما سقى فُرعٌ بغير أصلهِ لُب
واختلف نسلُ البشرُ كما التُرب
.
والفعلُ لذو العقولِ منسوب
وما نفع فعلٌ بِلا عقلٌ يُنسِبُ
.
هادي صابر عبيد
سورية / السويداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق