دياري وإن رحلتُ لستُ بغافِلُ
ولم ينسى ديارهُ إلا كُلُ مُغفل
.
كيفَ أنساكِ وفيكِ الحبيبةُ تنزلُ
وهل ينسى المرء قلبهُ والمُقل
.
السيفُ في الحرابِ طبعهُ القتل
والهوى إذا ما عدلَ خَذل
.
فلا السيف يوصِلُ ما فصل
ولا الهوى يُعيدُ من رحل
.
هُدى العقلُ لفُراقُكِ قد ارتحل
ولم يعود إلا بكِ الوصل
.
رحَلَت وكأنها العقل قد رحل
سَهدَ القلب وحلت غيمة المُقل
.
تشابهَ العِشقُ في لفظ القَول
وما عرفهُ إلا من قلبهُ حمل
.
في ساحات الوغى قلبي ما كلل
وفي الهوى أصابهُ عِشقُكِ الوجل
.
أشكو من ليس لهُ بالعِشقِ نُزل
أم أشكو من لعشقي قد عذل
.
هُدى أحببتُ من تَشابِهُكِ الشكل
وما أحببتُ غيرُكِ بالهوى نُزل
.
كم تمنيتُ زيارتُك والوصل
وما أخافني إلا عادات الجهل
.
نُبتلى بلسان الناس والأهل
يزدادُ عشقِنا ويُثقِل الثِقل
.
أخشى لُقاكِ بدمع المُقل
وقلبٍ مكسور لسانهُ الخجل
.
قد طال بيننا الغيابُ أجل
وغيرا الدهرُ فينا الشكل
.
هُدى وإذا التقينا أخشى الوهل
وأني على رصانتُكِ أعقِدُ الأمل
.
هادي صابر عبيد
سورية / السويداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق