حلم الرشيد
هتف الرشيدُ أيا عراق تحرري // من سطوةِ الإرهاب هبي وازأري
واسعي إلى العلياء في زمنِ الفنا // قد جاست الأغراب ماضيكِ الثري
وتمددتْ أحلامهمْ في روضةٍ // غراء تعلو بالتراثِ الأزهرِ
كانت تديرُ الكون من عليائها // وجيوشها رعبٌ بثوبٍ أغبرِ
ذلتْ لها كلُّ الفرنجةِ واكتوتْ // بلهيبها البتارِ والليثِ الجري
قد مرَّغوا الأعداء في عرصاتهمْ // وتوسدوا التاريخَ كيما يجتري
وسلاحها الإيمان والنورُ الذي // قهرَ الجهالةَ بالهدى والأقْمُرِ
بغدادُ مهما أنبتوا فيك الخنا // وتكالب الأحزاب كيما تزأري
وبنوا الطوائف في ثراك كما الهوى // لن يقتلوا حلم الرشيد المُزهرِ
مهما طغتْ أوهامهمْ وتسيَّدتْ // تبقى الدمارَ وفي يدِ المُتجبِّرِ
زيفُ الطوائفِ قد غدا مثل اللظى // يكوى الكيانَ بفكرِهِ المتحجرِ
والناس باتوا في خريفٍ دائمٍ // قتلَ الزروعَ كما العُتلِّ الأبجرِ
وتمرَّغ الأزلامُ في أحقادهم // وتبادلوا الأنخاب كالمُتبخترِ
والقتلُ صار سلاحهم وملاذهمْ // أو يُقتلون بساحةِ المُتنكِّرِ
قتلٌ وذبحٌ والجميعُ مشاركٌ // هل تنهضوا من غدرهِ المتكرِّرِ
هل ترجع الأوطانُ للكلِّ الذي // يبني العراقَ ومجدهُ المُتَذمِّرِ
تعلو البلادُ بكلِّ خيرٍ يُرتجى // يزكو الثراء بشعبها المتحررِ
تخبو الطوائفُ واللسان الأعجميْ // وتعجُّ بالفصحى ولحنٍ أخضرِ
فالناسُ ضاعتْ بين أشخاص الهوى // والنفطُ صار في جيوبِ الأبترِ
والكون يجري للعلاءِ ورِفعةٍ // ما عاد يعلو بالضعيفِ الأظهرِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق