مثقف وهوية
في الحقيقة يصعب تحديد هوية المثقف في ظروف يختلط فيها الحابل بالنابل.. وتنعدم المعايير الحقيقة في ظل عدم وجود موازين لتقييم المستوى الثقافي...فلو أردنا أن نحصر المثقف في الشخص القارئ للكتب سنغفل عن عديد الشرائح المثقفة والتي لا يمكن غض الطرف عن وجودها في المشهد..ولو كان بصفة المراقب المترصد للحدث.... عادة مايمثل المثقف الصوت الآخر الذي قد لا يتسنى سماعه وسط الضجيج... ولكن رغم ذلك فهو مطالب بالكثير والكثير مهما كانت الظروف والمؤثرات... المثقف إذا ما اصطلحنا التسمية على كل من يدرك الواقع برؤية مختلفة خالية من التوتر والانحياز والمساومة والرهانات الخاسرة..فإنه بذلك يكون قد أضاء شمعة ..ليس فقط وسط ظلمات بعضها فوق بعض... بل أيضا وسط عواصف ورياح متضاربة...عندما تتاح المنابر لمن يندرج في شريحة المثقفين فإنه حينها يكون أمام امتحان صعب... هل يستغل هذا المنبر لتوجيه الرأي العام نحو المصلحة العامة وحث الجميع على الوقوف صفا واحدا من أجل الوطن بالدرجة الأولى.. أم أنه سيقع فريسة لأهواء أو توجهات ذات مصالح خاصة... لقد صار الإعلام من أهم المنابر التي تحاكي الرأي العام وتغازل تطلعاته... ولكن إذا اتسم هذا الإعلام بانعدام الضمير حينها سيكون قد فتح الباب على مصراعيه للدخول في دوامة لا يعرف آخرها من أولها.... والمقابل يكون هو .. ثمن بخس.. دراهم معدودة...ويكون من الزاهدين في مصلحة الوطن.. الساقطين في مستقنع بيع الوطن مقابل البطن! ... وهنا تجدر الإشارة إلى أنه ليس بالضرورة أن يتحول الجميع إلى متبوئي منابر.. وسجّاعي خطب... ففي كثير من الأحيان يمكن العمل بصمت وتحقيق أكبر المكاسب للوطن بعيدا عن الضجيج.... فكلمة طيبة أو عمل تطوعي قد يتمثل في (إماطة الأذى من الطريق) قد يكون له نفع أكبر بكثير من الجلوس على آرائك الاستوديهات وتصديع المواطن بكلام يأتي آخره على أوله..... إن المطلوب منا جميعا العمل على نشر ثقافة (الإيجابية) وكسر حاجز التشاؤم الذي يكاد يطبق على القلوب ويقطع الأنفاس.
..............................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق