الزعامة
غدت الزعامةُ مغنمًا للعاني // حتى تماهى والفتى الولهانِ
قد صار يجري في دروبٍ مرَّةٍ // حتى تناهى كالحَ الوِجدانِ
يا لهف نفسي والمناصبُ تعتلي // عرشَ العقول بلذةِ الطغيانِ
وتفاقمت أدرانها وتزاحمتْ // حتى تلاشتْ هيبةُ الشجعانِ
فتسمروا حول الملوك وأذعنوا // وتساقطتْ كل الأنوفِ لجاني
وتحاورتْ أفعالهمْ وعقولهم // فتسامت الأفكارُ للنكرانِ
وتشنجتْ طرقُ الهوى مأزومة // وتعاركتْ والحقّ في الميدانِ
ثارت بصفين المآسي وانتشتْ // وتمردَ الدجالُ في الأذهانِ
وتطاحنتْ في الأندلسْ حتى غدتْ // دار العدوِّ وقبةَ السكرانِ
هيا انظروا كم فاقمتْ من ذلةٍ // في أمةِ الهادي عليّ الشانِ
والعُربُ ناختْ في الزمان نياقهمْ // وتمرغوا في الوحل للأذقانِ
كرسيْ الزعامةِ بات يحصدُ مجدهمْ // قد أزهق الأرواحَ بالنيراِنِ
وتداعت الدنيا على أنقاضهمْ // بعد الخوارِ ولعنةِ الشيطانِ
وتسيدوا وهم القيادةِ جُلهمْ // بالقهرِ والإسقاطِ والأقنانِ
وتراجعتْ كلُّ الشعوبِ وأذعنوا // للفقرِ والإذلالِ والبُهتانِ
هلا علمتَ بلوعتي وتَحرُّقي // هرمَ البناءُ وأُسقِطَتْ أركاني
بنت المناصبُ كل زيفٍ قائمٍ // وتدحرجتْ من سابقِ الأزمانِ
إن الخروجَ من المصابِ تبادلٌ // للحكمِ بين مَفاخر الأوطانِ
من زانهم حسن الشمائل كلها // وتعلمت في صحبةِ القرآنِ
من غير قسرٍ وانقلابٍ مارقٍ // بل بالتراضي وانتخابِ الحاني
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق