رأيت القيامة في المنام
نثرية / ناجح أحمد - مصر
فاض نهر العذب
عذابات من الرجب
رأيت البلاء
الذي أذاب القلب
بموقعة الحب
و أذهب النهب
الذهب
فاستحال
حروفا من اللهب
و رياحا تهب
بأروقة الطُنَّب
و جرحا نازفا
من وجعات الصب
يصرخ سقيما
من سرطان التعب
يعشى كتوماً
غص و ملتهب
بيض الصحاف
يدنون
كلما الوعد اقترب
من فضاء الشغب
و أغوص في الحرب
متيم الألم
من كونه انسكب
بعمق الدرك
سماء أرضاً
الوضع قد انقلب
رأيت السماء
أرضا سطحها سقفا
و السحاب
فرشاً من الخشب
كأدراج الشهب
في غيهب
سرمدي
في غياب كأنني لم أغب
كدمن القُنَّب
و حضور كأسراب
من السرب
ليت الكثيب
أكثر من الكثب
ليته اقترب
حتى و لو ناجيته
لم يجب
و ليت الكئيب
يقرأ لي الكتب
لكنني
لا أعرب
عن مكنوني الطنب
لأن العمر
في هرب
يرحل بلا سبب
يبحر في وجعه المريب
يرتاب
من كثرة الريب
مثقوب بثقب من الحطب
كالتمَّارِ
الشريب
معسول الرطب
تعلونا
سحابات الأرض
و غيوم
بصمات أمواج
ماؤها قد نضب
و كأن البشر
يمنعون المطر
فنتساقط
في القبر
و ينقلب الأمر
رأسا على عقب
يحبس الهواء
عمن سقط في بر السماء
و تسَّاقطُ شظايا النجوم
تختلس نور الشمس و القمر
و تركب السحاب
قطراتُ الندى
و الغيوم و رياح الغبار
تقتلع الحجر و الشجر
تذيبنا في طبقات
يضحي الأسفل بالأعلى
و يسقطه سماء
ليحتطب
و يحترق
و نموت فناء
من العطش و البرد
يظن الساكن في البقاع
أن الماء سيبقى طويلا
فجأة
كل شيء
قد ضاع
نقف على جذور الأشجار
نترقب صعود الأمطار
يدنونا الأفق
بقلب مقلوب
و عينان تنظران
لو نظرت أعلاها
لرأت القدم
يجذبها سطح أرض
متلاصقة المتاهات
و المشرق
أبدل بالمغرب
و انعكس القيام
في المنام
كأن يوم القيامة قام
واقفا على رأسي
جالسا على النجوم
و الكواكب تدور
و يعلونا طمي هضيم
نفترش السحاب و الغيوم
نقتات من أعلانا الطعوم
حينها استيقظت
وجدتني انتهيت
و انتهى العمر
و انتهت أعمار الزهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق