انا رجل في أوائل
العقد الرابع من العمر وقد بدا
على نجمي علامات الافول
وهي في اواخر العقد الثاني
من عمرها اي انها زهره في
موسم الربيع و فاكهه في
موعد القطاف واريج عطرها
يفوح من انوثتها ويترك
اثره في اي مكان تمرفيه
تقطن في الجوار لقد اسرت
قلبي من اول نظره
وهي في احد الصباحات قد
سلكت طريقآ كنت اسلكه
وشاءت الاقدار ان التقيها
مصادفه وهي تحمل اكليل من
الزهور البيضاء وألتقينا في
منعطف زقاق ضيق جمعني
بها وجه لوجه فتوقفت عن
المسير وقد اشرقت الشمس
من ابتسامه يخالطها الخجل
تعلو وجه لايدانيه القمر جمالا
وبياضا يحاكي ويغازل بل
يفوق اكليل الورد الابيض الذي
تحمله بيدها نقاءا وضياءا
وعطرها الفواح قد طغى على
عطر اكليل الورد يسكر من
يستنشقه وانامها مغروسه في
الاكليل وكأنها قطرات ندى
على اوراق الورد
فأخذت هي جانبآ من الزقاق
لتفسح لي الطريق كي امر
وقد زادها الخجل المبتسم
جمالا فوق جمالها
اما انا قد تسمرت قدماي في
الارض وعيني شابحه لهذا
الوجه المقمرالخجول وضاقت
علي الارض بما رحبت وصرت
اجاهد لالتقط انفاسي الضائعه
في الكون الرحب فرمقتني
بنظرة تعجب من وقوفي
كالتمثال في وسط الزقاق
فستجمعت قواي ومشيت
بخطوات متثاقله لاتكاد
تساعدني قداماي عليها
فانطلقت هي في مسيرها
مبتعده وقد خطفت فؤادي
وعقلي وروحي معها في
لحضة واحده نسيت اسمي
وعنواني ومكاني وزماني
وبعد ان تمالكت نفسي
واسترجعت شيئا من ذاكرتي
فاذا بي جسد خالي من القلب
والروح . فقد تعلقن في
اطراف فستانها وهي راحله
فصار جل همي هو التجول
في الازقه القريبه والمجواره
علني اتلمس نظرة لها تعيد لي
ماسلبت مني من بقايا لب
وقلب وروح . وبينما انا كذلك
اتنقل من زقاق الى زقاق
واذا بي افتح عيناي
وطفلتي الصغيره في الربيع
الرابع من عمرها تمتطي
صدري وتتشبث بلحيتي
البيضاء وهي توقظني من
نومي وتدعوني لارتشف
فنجان القوه الصباحي وقد
اعادت لي ماسلب مني في
المنام بقبله ناعمه
طبعتها على خدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق