كان موعدنا دائما
يترافق مع المطر
كنا نسير ولا نشعر بالتعب
كان شتاؤنا رغم قساوته
دافئا بعناق كل منا للآخر
في تلك الليلة كان كل شيء
مختلف
كل شيء يرتجف
ظهرت علائم البرد علي
اخذت اسناني تطقطق
وبدأْتُ وبشدة أرتجف
كانت نظراته باردة
ويديه مكبلة لدرجة انه
لم يطوقني بهما ك المعتاد
كان يبدو مستعجلا
اتى فقط لانه اعتاد ان يأتي
وحين غادر لم ينظر وراءه
كالمعتاد
تأمّلته كخائبة ترتجي منه البقاء
وكان انين الصمت سيِّدُ اللقاء
تاملته كمن يتأمل آخر مشهد
من المشاهد التي يريدها ان
تبقى محفورة في جدار
الذاكرة
في لحظات الوداع
وهكذا بقيت في ذاكرتي
صورته مغادرا
وصوت طرقات حذائه على ذلك
الرصيف
الذي شهد على مرارة وقسوة
الفراق
نحن لا نحنُّ للأشخاص في
واقع الأمر
بيد اننا نحنُّ للأماكن
ولارتداد صدى أصواتها
وللحظات ...
تراث منصور /سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق