قم ‏فصلي ‏بقلم ‏شحدة ‏خليل ‏العالول ‏

قم فصلي

يا عظيمَ الشأنِ أجزلتَ الأثر// قد نظمتَ الكونَ كي يحيا البشرْ

فالنُّجومُ والثقوبُ أذهلتْ // والشموسُ والكواكبْ والقمرْ

والبحارُ والعيونُ أعجزتْ // والجبالُ والسهولُ والشجرْ

قد أمرتَ الخلقَ تسجدْ للذي // من ترابٍ قد خَلقتَ ومِنْ فِطَرْ

بعد تكريمٍ لأول من ذُكِرْ // آدم الإنسانِ أرداهُ الخطرْ

فانتهى للأرضِ يُرثى حالُهمْ // من معاصٍ كالجبالِ تستعِرْ

فاستطالَ في علوٍّ فاسدٍ // قد تمادى في ضلالٍ مُعتبرْ

يعبدُ الخلقَ ويسجدُ صاغرًا // للحجارةْ والأفاعي والبقرْ

غير أنَّ اللهَ لم يحرمْهمو // من بلاغٍ يهتدي منه الحجرْ

قد أمرت بالصلاةِ لربهمْ // والزكاةِ والثناءِ والنَّظَرْ

فانبري من كلِّ قومٍ ثلَّةٌ // واستدارَ البعضُ منهم وانحسرْ

لا صلاة قد تُداوي جرحَهمْ // أو لتعلو بالقلوبِ والبصرْ

قم فصلِّي فالصلاةُ نعمةٌ // تنعشُ النفسَ وتسمو بالفِكرْ

ترسلُ الإيمان يسري واثقًا // مثلَ نبراسٍ ينيرُ أو مطرْ

تُذهبُ الوهمَ الدفينَ إن كوى // لبَّ شخصٍ أو فؤادًا ينتظرْ

كلَّ فحشنٍ صابغٍ أو منكرٍ // قد أناخَ في زمانٍ مُستعِرْ

قمْ فصلي كي تداوي ما غبرْ // من ذنوبٍ أو خطايا تنتشِرْ

تّجهدُ الأحلامَ تزكي نارها // تطفئ الحقَّ المُصفَّى بالغررْ

قم فصلي وانتشي في فرحةٍ // تغمرُ الآفاقَ حُبًّا ينهمِرْ

تسعدُ المهمومَ إن فاضَ الجَوى // واستحالَ الهمُّ جرحًا لا يَقِرْ

ترتقي من حانةِ الموتى إلى // ساحةِ الأحياءِ في أرضِ الزَّهَرْ

قم فصلي للذي خلق الدنا // واشكر الديانَ فازَ من شكرْ 

شحدة خليل العالول