لن تستطيع معي صبرا
كأن تحمل الثلج في كفّ
و في الصدر يمكث الجمر
أو تشعل السطور بصدق
يوقظ من ثغره العمر
لن تستطيع معي صبرا
إن تهاطلت من شفاهي أحزان
انسكبت على روحي خمرا
و إن دنا الليل من ظلي
و أزاح عن سهري القمر
لن تستطيع معي صبرا
إن غفوت على جرح
أذاقني لوعة و مرا
و إن صحوت على بعد
سرى في عروقي مجرى
كأنّ دمي يفيض حرقة
من قسوة حرمان تجبّر...
لن تستطيع معي صبرا
كأن تحمل شراعك
و يخونك المسرى
تتقاذفك الأمواج
ترفعك يمنة و يسرة
كريشة لا حول لها و لا قوة
تطفو بها و تعيد الكرّة ...
لن تستطيع معي صبرا
حين علمت بوجعي
أطعت التمرّد، نسيت كيف يكون الجبر
شربت من دمعي حدّ الثمالة
و قلت أنّي ابنة الذكرى ...
لم تستطع معي صبرا
حين فتحت لك أشواقي
نثرت الغياب تحت قدمي حفرا
فغدوت في شدّة تعلقي
أتعلم القفز، أتقن الهجر ...
أكتب النسيان قصيدة
أبعثر فيها الحبر
أمزق الكلمات بمشرط الصمت
أكذّب في حبك الخبر ...
تتآكل الحروف في أصابعي
كيف عنك أن تدبر؟
راوية شعيبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق