الثلاثاء، 25 مايو 2021

آدم وحواء بقلم سما سامي

 آدم ... وحواء 

................... يضيق آدم ذرعاًبصحبة تلك المخلوقة المدلله طويلة الجديله التي كانت لا تسأم من الاغتسال بنبعٍ مضمخة بالاريج كي تزداد تمايلاً في مشيتها فوق أهداب الغنج ,كيف يكون هذاالكائن الكثير الكلام المولع بالتفاصيل مخلوق من ضلعه رغم انه لايشعر بذلك! أما حواء المفتونة بسحر الجمال فكانت تتأمل وجهها في مرآة الغيم ، وتمدّ يديها إلى السماء طمعًا في التقاط نجمة تزيِّن بها شعرها، ولا يفوتها ان تتسلل الى ذلك الكائن الغامض المتغطرس ,الشغوف بالاسئلة والشوق لنداء خفي تجلى حبوراً في عينيه ,هكذا كانا وحيدين غريبن جمعتهما الجنة والخطيئه . قرب الشجرة تفجّر الندم فوق فسحة السلام ,وإنكفأالتجني في أبجدية الاقدار, وظنّا إنهما غريمان يستحوذ كل منهما الوجع من الاخر، ولم يدركا أن ثمة فرح يتناسل في أشعة الشمس حينما تحتضن بسمته ظلّ بسمتها، وأن الوجع يذوي حينما تمتد لتتلقّف يده يدها. لم تكن الارض حين نزلا فيهاسوى كوة مهوله من العتمه حتى تناثرت نوراً من خصلات شعرها , وإنطوت بالخضرة تحت خطوات أقدامه, وحين نظرا الى بعضهما إنفرجت الارض عن عصافير وغيوم صغيرة وفاضت الارجاء مطراً وجاء الغسق هادئاً ، بألوان كثيرة الورديّ يرتعش في الماء إلى جوار البرتقالي الفاتن,لم يدركا هكذا الوان تنبض بحرارة الحياة حتى ادركا لحظة قنوط الخلود , وملمس الاشياء الذي يغيب في اللحظه ,ويولد فوق شفتيهما. حين سورا كوخاً كان الدفئ فيه يرتوي من جذوه عشق ,ويهمس الصمت فيه أهزوجة ليل ,ويزهرالعطرمن حوله إنحناءة فجرويموج الكون دونه متمايلاً فيما يشبـه التعلثم . عند كل رجَّة من إفتتان ليل يتنهّد في رئتيهما , توقّد الورد حمرة على أكتاف الينبوع لملاقاتهما، وتتعرى الشمس من طيفها الصيفي لتلبس نشوة الشذى، وتتسور بخيط غيمةٍ مغمسه بأريج القداح غفت على خصرِها . رأى أدم وجه معشوقته حول أسورة الكوخ مرتسماً عند كل غصنٍ يانع ,وتنفس بسمتنها في أصيص الزهور , ولمعت عيناه بتفاصيلها المنمنمه, وراحت حواء ترسم ملامح معشوقها في تنهيده الفجر, وغواية الحلم ,وبين خطى الشمس المتسلله وهي تنحت وجه القمر. وحينها فقط أدركا ان الخطيئه هي أصيص الأوبه ,حيث يولد الحب في جنة الارض . 

سما سامي بغدادي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

أين الطريق لقلبك بقلم إبراهيم علي حسن

أين الطريق لقلبك؟ بقلم / إبراهيم علي حسن * مصر * _______________ أليس هناك طريقٌ   يخترقُ جليدَ شراييني يصلني إلى قلبكِ   في دفءٍ يحتوييني؟ ...