الخميس، 10 يونيو 2021

انتظار ‏بقلم ‏وسام ‏الحرفوش ‏

انتظار
...........

لا زلت أنتظر
عودتها
بعد أن مضت 
وأرقبها ترقب 
العطاشى لقطرة غيث
كانتظار الأم
لأول وليد
لم أعد اذكر 
كيف مضت

بالأمس القريب
ساعة غياب الحنين
اتت متثاقلة
وقالت شيئا" يشبه
السحر او عبقا"
من الحب ربما

طلبت ان أمد لها يدي
وتثاقل الجسد
فوق ركام الحنين
وارتمت في حضني
تغمرني كقطة صعيرة
تغلعلت في 
كومة من القش
ونامت

لا ادري ما حل بي
توقف الفكر مشدوها"
وتسارعت خفقات قلبي
وكأنه و خفق فؤادها
في تسابق يعتريه
خوف من مجهول
لست أدري

ضممتها على صدري
وكدت احطم اضلاعها
وتلوت بنظرتها
الملائكية
بمكر المتيمة
وقالت
ألا إنك الملجأ
والمأوى
إن اشتدت النوائب
واغرورق الدمع
في مقلتيها
كأنه حب برد
يتساقط
في فصل الربيع

عادت لحضني
وتعمقت وغاصت
حتى احسست أنها
دخلت دهاليز
الوتين

وبعد هدوء العاصفة
لملمت شعرها الارجواني
ومسحت عبرات
الجوى
وهدهدت لها حتى
استقر بها الجنان
بروضتي

و مضت كسراب
 بين طيات محاجري
واسترقت اللب و راحت
تراقصه كأرجوحة
صنعها لها
قمر نيسان

يبدو أنني كنت طفلا"
غبيا" هي كانت في القلب
وكنت انا بين
ذراعيها
تكاغي لي

وما عرفت أنني بعفويتي
القاتلة حطمت
حلم امرأة
اجتاحت كياني
واستعمرت
جوارحي

ومضت 
رأيتها تبتعد بتؤدة
كهيدبة الخيل 
ورقص القطا
ومضت

واختنق الصوت
وحشرج
حتى إذا بح الصوت
كان المسير قد غدا
فراسخ شجن تأن
بلا صدى

ومضت
كانت كليلة بلا غد
كحلم همسات
في ضحى الذاكرة
لكنها مضت

ارسلت عصفها بداخلي 
صرصرا"
فاقتلع ما اقتلع
ومحى بكثبانه
كل دفاتري
وصرت بلا فهرس
اشد هامش صفحتي
المحترقة

ومضت
 لملمت ما تبقى
من ملامح
ولكنها كانت قد مضت
كيف ؟؟!!
لا يسأل السهم
كيف يفارق الوتر
لماذا ؟؟!!
لا تسأل النحلة
كيف تلاعبت بزهرة
واستقت رحيقها
ثم مضت 

ياإلهي
كأنني من كثبان رمل
تصلبت بعيد سخ المطر
وبعد ان جففتني الشمس
تهاويت كريشة 
يمرجحها الريح
ولا تهتدي

ومضت

لم تقل إلى لقاء
لم تقل حتى وداعا"
فقط مضت
وتركت على رصيف
آثار أظافرها
وبضع وطآت أقدام
في الحشا
ومضت

ياااااه كم تغافلنا الايام
وكم نشتهي لحظة
لا نعرف ماذا نسميها
لا عيد ولا كرب
لا سلو ولا تعب
لا حزن ولا فرح
لا شدو ولا ترح
لا لن أسميها
بأي اسم
فبعدما مضت
اصبحت
قلبا"
بلا غد

وسام الحرفوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

علمتنا غزة بقلم كريم كرية

  علمتنا  غزة كيف يكون الصبر على المصائب علمتنا  غزة ٱن الٱخ اليوم لم يعد سندا بل نحن في زمن العجائب علمتنا  غزة معنى الرجولة و لو كلفت ٱغلى...