الجمعة، 4 يونيو 2021

طيف ‏أمي ‏وطفولتي ‏بقلم ‏أحمد ‏النجار ‏

قصص مسلسلات
      يابانية  راقية 
      مسلسل سارا 
      ــــــ   6 ـــــــ

                طيف أمي وطفولتي !
                           بقلم 
                     أحمد النجار 
                          مصر  
                       السادسة
 ما زالت  الأحزان مستمرة مع مأساة أميرتي الصغيرة ابنتي سارا اليابانية ....
والله أحسدها كونها يابانية راقية ، تعيش في مجتمع راقي متحضر ....
 القلب يبكي من أجل سارا ...
ها هي سارا  تري طيف أمها ، وتري طفولتها البريئة ...
أمها تقول لها ارفعي رأسك سارا ، لا تنحني أبدا مهما كانت الحياة قاسية ، كوني شامخة كالنخلة ، الحاقدين يرمونها  بالحجارة وهي تعطيهم الثمرة الشهية ..!
لكنها قالت لأمها لا أستطيع التحمل يا أمي .. لا أستطيع !
كانت المسكينة عائدة من السوق ، تحمل طلبات مطبخ المدرسة من الخضروات وغيرها أكياس كثيرة وحمل ثقيل !
بمجرد دخولها المدرسة ، اتجهت إلي فصل الطالبات وقالت   للقذرة ماريام ، سامحيني ماريام ، أنا كما تقلولين بلا قيمة ... سامحيني !
قالت لها الحاقدة ماريام ، اعتذارك جاء متأخر سارا ، وقامت بضربها بالطماطم التي كانت تحملها علي وجهها !
وأمرت جميع الطالبات أن يفعلن مثلها ويضربونها بالطماطم ... والمسكينة سارا 
تبكي ... وتبكي ... وتبكي ...وفي اللحظة الحاسمة أنقذها زميلها أكيتو من هذا الهوان والإهانة القاتلة !
فقالت له الملعونة ماريام .... ألا تريد أن
 تدخل المدرسة العليا .... قال لها أريد لكن ليس بفلوسك أبتها الحقيرة !
كان موقف سارة صعب جدا جدا ... أخذها اكيتو إلي حجرتها وهي تبكي علي نفسها وكرامتها الجريحة !
قال لها أكيتو لا تبكي سارا ، الأميرات الصغيرات لا يبكين !
ذات يوم فوجئ الطباخ العجوز وزوجته بالسيدة أميكو أخت المديرة الحاقدة ، تدخل عليهم المطبخ وتأمرهم بالاستعداد لتجهيزات المسرحية السنوية روميو وجولييت ..... وسوف يتم تقديم وجبات الطعام للطالبات في  الفصول لمدة شهر كامل حتي يتم تقديم المسرحية علي مسرح المدرسة بأداء كل الطالبات ، ويتمتع الزوار بالأداء المسرحي للطالبات ......
أصبح العمل شاق جدا جدا علي أكيتو وسارا ، لكنهم تحملوا الخدمة الشاقة للطالبات في تلك الفترة !
انتخبت الطالبات العقربة السوداء ماريام للقيام بأداء دور جولييت !
واستعدت جميع الطالبات للتدريبات علي المسرحية كل واحدة ودورها ......
فجأة نشاهد المديرة المجرمة وهي تشاهد
صور قديمة جدا لمسرحية روميو وجولييت .... نشاهد المديرة نفسها وهي طالبة صغيرة في نفس المدرسة تؤدي دور جولييت ، ونشاهد أم سارا تلعب دور في نفس المسرحية ، فقد كانت طالبة في نفس المدرسة !
ها هن جميع الطالبات يلجأن إلي سارا لتدريبهن علي الأداء المسرحي لمسرحية روميو وجولييت .... بل وقامت سارا كذلك بتفضيل أزياء المسرحية لجميع الطالبات !
قامت سارا بعمل رائع جدا ودون مقابل !
سارا تخدمهم لوجه الله وبنفس راضية مطمئنة !
أثناء قيام العقربة الحاقدة ماريام بتدريب نفسها علي تجسيد دور جولييت ؛ شعرت فجأة بآلام غير طبيعية في جسدها كله ..
أخذت تتألم من الوجع في جميع أنحاء جسدها !
وقامت علي خدمتها في مرضها المسكينة الطيبة سارا .... وكانت المجرمة تعاملها أسوأ معاملة !
وسارا تتحمل كل شئ مراعاة لحالتها النفسية بسبب مرضها المفاجئ !
طلبت ماريام من احدي زميلاتها القيام بدور جولييت بدلا منها بسبب مرضها المفاجئ ....
ها نحن نشاهد المحترمة سارا تسهر علي مرض عدوتها ماريام .... لقد نسيت كل شئ .. كل شئ ، المهم أن تتعافي ماريام من مرضها المعدي !
ها نحن نشاهد الطالبات يتدربن علي أدوار 
المسرحية تحت إشراف سارا .... سارا 
تحفظ المسرحية جيدا منذ الطفولة البعيدة وتتقن كل أدوراها !
نحن اليوم في حفل كبير داخل المدرسة ، انه اليوم المسرحي السنوي لتقديم مسرحية روميو وجولييت ....
نري الزوار يفدون إلي المدرسة ، أولياء الأمور وأقاربهم وأطفالهم .... إنه يوم عيد كبير ....
نحن الآن في قاعة مسرح المدرسة مع الزوار نشاهد الطالبات يقدمن مسرحية روميو وجولييت ... الأداء أكثر من رائع ..
جميع الطالبات أبدعن في أدوراهن ...
الجو العام في المدرسة مريح جدا ....
الآن نحن نشاهد مديرة المدرسة الحاقدة الكارهة لابنتنا سارا .... نراها تحضر العرض المسرحي للطالبات وتسترجع 
ذاكرتها العرض المسرحي لنفس المسرحية الذي قدمته هي وأم سارا في نفس المدرسة ، وتفوقت عليها أم سارا كثيرا ، ومن يومها وهي تكرهها ، وامتد كرهها النفسي المرضي لابنتها المسكينة سارا !
الآن عرفنا سبب كراهية المديرة المعقدة للمسكينة سارا !
فجأة غادرت مديرة المدرسة قاعة العرض المسرحي وذهبت إلي حجرتها ....
أرسلت إلي سارا وقالت لها لقد مر شهر كامل منذ أن صرت  خادمة هنا .... ماذا تنوين فعله بعد ذلك ؟
اسمعيني جيدا سارا ؛ دوري كتربوية يمنعني من طردك من المدرسة ، لأنني أعلم جيدا أنك لا أقارب لك ولا مكان
تذهبين للإقامة فيه  !
ولعلمي ان وجودك هنا أو عدم وجودك لن يؤثر في العمل نهائيا ......
أنا أبقيك هنا تحت رعايتي لأنني تربوية صالحة ...ولأنني كنت زميلة لأمك أيام الدراسة !
هذه الأسباب هي التي تجعلني أبقيك هنا ، وحتى بالرغم من كرهي لك !
ذهبت سارا إلي حجرتها وهي حزينة تبكي ، شعرت أنها وحيدة في هذه الدنيا ، لا يقف أحد بجانبها ، يواسيها في محنتها الدائمة !
لكنها في صباح اليوم التالي تماسكت ومارست كل أعمالها بهمة ونشاط ...
تعود سارا إلي صديقيها الوحيدين في المدرسة ، الفأر الأبيض الكبير والفأر الأبيض الصغير ، تقدم لهم ما تيسر من طعامها ... طعام الفقراء !
فجأة دخلت عليها في حجرتها الفقيرة صديقتها الوحيدة في المدرسة ... أخبرتها أن المدرسة ستقوم برحلة للطالبات ، وأنها تتمني أن تكون سارا معهم في الرحلة .....
تقول لها صديقتها ، عندما أعود سأريك جميع الصور التي التقطناها في الرحلة ..
كان من المفروض أن تكون مشرفة الرحلة أميكو أخت المديرة ، لكن لأن المديرة لا تثق بها ؛ فقد غيرت رأيها في اللحظات الأخيرة وقررت أن تكون هي شخصيا المشرفة علي الرحلة ....
صباح يوم الرحلة  أوصت المديرة سارا كثيرا علي المدرسة وأن كل شئ في 
رعايتها ......انطلقت الرحلة .. وقرر الخادم أكتو أن يذهب لزيارة أهله في قريتهم ، وفجأة قرر أن يأخذ معه سارا في تلك الزيارة حتي لا يتركها وحيدة بين جدران المدرسة ؛ وعند عودتهم وقع ما لم يكن في الحسبان ....!
ماذا حدث ...؟   سنعرف الحلقة القادمة إن شاء الله ـــــــــــــــــــــــــــــــ
سرحت سارا قليلا ..
رأت طيف أمها ...
رأت طفولتها ....
السعيدة ....
ونسيت ...
أحزانها ...!
أمها قالت سارا ...
ارفعي رأسك ...
في شموخ ...
مهما بكت ...
أيامها ....!
أعمارنا ...
سوف تفني ..
مهما رأت ....
من سعدها ...
أيام العمر ...
قصيرة ....
وأنفاسنا معدودة ...
الله يعلم سرها ...!
الله يعلم سرها ...!
الله يعلم سرها ...!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد النجار 
     مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

علمتنا غزة بقلم كريم كرية

  علمتنا  غزة كيف يكون الصبر على المصائب علمتنا  غزة ٱن الٱخ اليوم لم يعد سندا بل نحن في زمن العجائب علمتنا  غزة معنى الرجولة و لو كلفت ٱغلى...