شواظ الألم... (من ذكريات الشّباب)
حَـاذِرِي، آهٍ، فَتَاتِي ... من سُـمُومِ الزَّفَرَاتِ
واتَّقِي في الحِينِ رَسْمًا... ظَاهِرًا يُبْدِي شَكَاتِي
لَا تَـعِي صَوْتًا أنِينًـا... مُسْتَجِيرَ النَّبَرَاتِ
لا تَقُولِي لي شِفَاءً... إنَّ سُقْمِي الآنَ عَاتِي.
في الوَرَى أشدو وحِـيدًا... بَـيْـن آلامـي شَـريدَا
لَيْسَ لِي في العَيْشِ صَوْتٌ... يَبْعَثُ الحُبَّ نَشِيدَا
لَـيْـس لي ،آهٍ، خَلِيلٌ... يُـلْـهِـم الوَزْنَ العَمِيدَا
لَيْسَ لِي أَصْحَابُ صِدْقٍ... غَيْرَ مَنْ أَلْقَاهُ سِيدَا(1)
قَدْ أُمِيتَ الصَّبْرُ منِّي... وتَلَاشَى الحُبُّ عَنِّي
وغَـدَتْ صَـحْرَاءُ قَلْبِي... تَنْفُثُ النَّـارَ وتَـجْنِي
زَفْـرةً تُـذْرِي غَـرَامِـي... فَـلِـمَ الـيَـوْمَ أُغَـنِّـي
فَاعْذُرِينِي إِنْ أَبَانَتْ... هَذِهِ الأَبْيَاتُ حُزْنِي
ليس أن أُشْجِيك قَصْدِي... أو أُنَاوِيكِ لِصَدِّ
إِنَّـمَـا يا رُوحَ نَـفْسِي... قَلْبِيَ الـمَكْلُومُ يُبْدِي
صَرْخةً للكَوْنِ تَرْمِي... طَائِرَ الصَّبْرِ فتُرْدِي
لا تَلُومِينِي فإنّي... قبَسٌ في الدّهْرِ وَحْدِي.
سِيدَا(1) : ذِئْبًا...
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق