(الحلم)
قصة قصيرة
أستقيظت متأخرة هذا الصباح بعد كانت في صحبتها من تعتقد بأنها ضحية اليوم؛ فركت عينيها وهي تتذكر هذا الحلم اللعين أو الرسالة الخفية لاتدري؟!!
تعيش وحيدة بعد أن فقدت زوجها والذي تخطى العقد الخامس بثلاثة سنوات كان هو الزوج والإبن والأخ بل والصديق؛
فركت عينيها وكانها تبعد هذا الخاطر فهي ومنذ ان اعتادت على هذه الرسائل لمن تحلم بهم ويحدث لهم شئ مكروه في الحلم وإن كان هذ الشيء غامضاً ولا تدري كنهه إلا بعد حدوثه فهي تظل تتبع اخبار من راتهم في منامها وبالتحديد من تسبب في شقائها وتعاستها؛ وفي غضون ايام وقبل إنقضاء الاسبوع يحدث ما كانت تتوقعه؛ ومهما كانت قد تأذت من زوجة شقيقها فالأمر سيكون مؤلما جداً لها ولن تتحمله؛ فهي زوجة شقيقها والمشكلة الأكبر ان من تحلم بحدوث شئ غامض لهم لم يتوقف على الأشخاص بعينهم بل وعلى أحبتهم أو مالهم؛ وإنها سوف تتألم أشد الألم إن حدث لشقيقها مكروه أو لأحد أبنائه وخاصة الإبن الأكبر والذي يودها من حين لأخر ولا تدري سر إنقطاعه عنها منذ فترة فهو أقرب أبناء شقيقها إلى قلبها وتتمنى الا يحدث لايهم مكروه وخاصة هو؛ صحيح ان زوجة شقيقها تسببت في حزنها طوال الوقت ودائماً ما كانت تعيرها بعدم الإنجاب وصحيح انها كانت لايقاربها النوم إلا في وقت متأخر من الليل بسبب حزنها كما كانت دموعها لا تفارقها؛ وصحيح أن شقيقها لم يكن بارا لها وودوداً معها وأن ذلك يحدث بسبب تأثير زوجته عليه لأنه يحبها حباً مجنوناً وحاولت أن تقنعها بأن زوجها يحبها حباً كبيراً بل ومجنوناً وانها هي نفسها تعلم ذلك؛ وكانت تسألها لماذا تجعل منه مثالاً للسخرية وشخصا هزءًا وهو من يحبها هذا الحب الكبير وحتى أمام أولاده؟! وانتهى الأمر بأنها قاطعتها وبطبيعة الحال قاطعها شقيقها أيضاً؛ وكانت قد إعتادت أن تستمع بداية من اليوم الذي يلي الحلم وقبل أن ينقضى على هذه الليلة أسبوعاً كاملاً؛ بخبر وفاة الشخص الذي تسبب في إذيتها سواء التسبب في ضياع حق لها أو التسبب في الإيذاء النفسي؛ أو حدوث مكروه لاحد أفراد العائلة؛
ذهبت لأخذ حمامها وبعد أن تناولت بعض اللقيمات البسيطة لكي تتمكن من إحتساء فنجان قهوتها؛ بعدها وفي غضون ساعات شعرت بإنقباض شديد في قلبها فقررت الذهاب إلى بيت شقيقها للإطمئنان عليه وعلى أبنائه وما ان وصلت إلى أول الشارع الكائن به البيت إلا ووجدت جمعاً كبيراِ من الناس امام بيت شقيقها؛ وحاولت ان تستوضح الأمر من الشخص والذي كان يمر بجوارها في هذه اللحظة فاجابها بأن الابن الأكبر لصاحب البيت والذي كان مصاب كورونا منذ ما يقرب من شهر؛ اليوم ودع الحياة؛ ولم تتمالك نفسها ولم تتمكن من الصراخ لإنها سقطت مغشياً عليها؛؛؛
قصة قصيرة
بقلم القاص والشاعر رشاد على محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق