أهمية هذه الشهادة....هذه الحكاية ....
حكاية مدرستي .....
عبد العظيم كحيل
في طرابلس لبنان
في زماننا للمدارس قانون
ست سنوات لا بد عمراً
صفوفها...
اول،أحداث ...
والخاصة فيها روضة
و بواسطة جارنا الأستاذ فيها
سجلني في المدرسة
قسم الأيتام
و أنا في أحضان أهلي
و بين إخوتي أنام
يعني حيلة ما لإكْرَامي ...
في مدرسة وكُلية للعائلات الكِبار ....
فيها تلاميذ من الخليج العربي....
للكُلية قسمين...
قِسم خارجي لأصحاب المال
وقِسم داخلي للأيتام
أنا ما بينهما أَدرس فيها ولا أنام
ثلاث سنوات مَكَثتُ فيها
روضة، أحداث، و أول...
كنتُ من الأولاد الشُطار
في صفي
إما الأول أو الثاني...
في معظم الأحوال
في الفَصل الجديد... السنة الجديدة
يُفصل الأيتام
وينتهي بنا الحال...
لا نحن أيتام
ولا نستطيع دفع المال
حالتنا على قد الحال
مدرستي الكُلية الإسلامية
تُعلم الإنكليزية
مدارسنا الحكومية
تُدَرِس الفرنسية
من هنا تَغَير كل شيء
قاطرتي خرجت عن سِكتها
في مدرسة فرح أنطون
أصبحت محطتي
لا أدري من أسْماها فَرح
كانت جحيم عُمري
كنت نجحت للصف الثاني
بعد الإختبار و التهاني...
من إدارة المدرسة
ما شاء الله ولدك ذكي وشاطر
الكلام لأبي
في الحساب و العربي
لا بأس سَيَتعلم الفرنسية
بدأ العام الدراسي...
فاجأني المفروض أستاذي
جاء يعلمني الأبجدية
جلاد والله جلاد
من بين كل التلاميذ
عبد العظيم...
كحيل...كحيل...
تعالَ هنا عندي
لم يعد يرى غيري
أخفض رأسي كي لا يراني
عبس وتولى ونطقَ
سَمِّعْ درسك
إقرأ حاضراً .. إقرأ غيباً
تَخْرُج حروف الأساس
حروف تأسست عليها
حروف إنجليزية
كنت أتَلَعْثَم بالكلمات
يصرخ بغضب عابس....
أنت حِم......أنت...كذا ....كذا.....
كلام لا ينطق به عاقل...
صَفعة على الوجه يميناً و شمالاً
والضَرب بالمسطرة
على الأيدي والأرجل
في كل مكان
أُصارِع غَدر الزّمان لا مُحَال
ببكاء الاطفال
مَنْ تُناجي عَبثاً تُنادي
لا حياة لِمَن تُنادي
كان التعليم
في فترة الصباح
وبعد الغداء...
ساعتان بعد الظهر هرباً من الجلاد
قَضيتها في الحَمام المدرسة
حَبَسْت أنْفَاسي
مِن روائح حولي تدور
من كل أنواع العطور
مما يشتهون ما يأكلون
حان وقت الإنصراف
تخيل المشهد كيف سيكون
ورفاقك شاهدوك
ها هو عبد العظيم
وهم يصرخون ويضحكون
إتُخِذْ القرار... لا بُد من الفِرار
قَضيت أيام بَل شهور
و أنا في الشوارع أدور
أُبْرِز في كل شهر العلامات
و أقول ها أنا أتحسن
اضع العلامات بيدي
والعائلة تُشجعني
وبالمديح تُطربني
أضحك في قرارة نفسي
وأشعر بالأنتصار مع الأستهزاء بنفسي
لأني أعلم لا بد سيأتي يوم
وتنتهي اللعبة
حتى جاء اليوم المُنتظر
كُشِف المستور
بعد عدة شهور
و أنا السائح في الطرقات
وعلى دُور العرض.. السينمات
أتفرج على صور الأبطال
من وراء واجهة الزجاج
أتأمل صورهم صورة بصورة
حتى تمضي الساعات
وتمضي الأيام
ومضت شهور ثلاث ...
مَرت وأنا أتسكع في الطرقات
أحياناً تمطر مع رياحِ زمهرير
ورعد وبرد يُمزق الأحشاء
و أستريح في صفاء السماء
في حديقة مدينتي الوحيدة
سُميت الماشية
أجلس وأستريح و أُجفف كُتبي
كنا نحملهم على الأيْدي
موضة ذلك الزمان
و أنا الولد الصغير
وبعض الناس بلا ضمير
إعتداء من هنا وإعتداء من هناك...
ألا يكفيني أستاذي؟
ألا يكفيني تشردي؟
ألا يكفيني عذاباتي؟
في ذلك اليوم الموعود
وانا أعود من المفروض
من مدرستي
يستقبلني والدي ليقول
أين كنت؟
صاعقة أصابتني
وقفت مثل المسطول المهبول
لا أدري ماذا أقول
عرفت ان اللعبة إنتهت
لم أَرد.. سَلَمت
و إسْتَسْلمت... قُضي الأمر
وعدنا للضرب من جديد
الصفع والركل والتنكيل...
والدي فَقَدَ صوابه
هذا الولد يضحك عليّ ويخدعني
هذا لا يكفي
بالحبل ربطني....
لم تنفع شفاعة أمي و لا جيراننا
وأنا في زاوية أُسنِدتُ عليها
أبكي ربي لما يُفعل بي هذا؟
أَلَمْ أُخبرك أبي مراراً وتكراراً
بالمدرسة يريدونك ؟
ما ذنبي ما كان عليّ أن أفعل؟
وأنا الولد الصغير
ما زلت حتى اليوم أفكر
ما ذنبي؟
لست ادري
لست ادري
عبد العظيم كحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق