الموت يخطف
خلقَ الإلهُ جميعَنا كي نحتسي // سننَ الوجودِ بنظرةِ المتمرِّسِ
كي نعبدَ اللهَ العظيمَ ونستقي // من نورهِ الفياضِ نعمَ المجلسِ
من فضلهِ الدنيا لنا كي نرتقي // للجنَّةِ الغناءِ إلا من خسي
دارُ الممرِّ وللفناءِ ديارها // والمستقرُ المرتجى للباجسِ
فلا خلود ولا معالي قد ترى // مدى الحياةِ فللقبورُ نفائسي
الموتُ يخطفُ من تحب فلا تكنْ // مجزاعَ تركن للقنوط البائسِ
فالله يعطي من أرادَ وقايضٌ // ورد الكرامِ كما الحبيبٍ المؤنسِ
قد كان طفلًا باسقًا مُتألقًا // كل البهاءِ لوجههِ المُترئِّسِ
ينمو ويكبرُ مثل زهرٍ مبهرٍ // يحيي الوجود بريحَهَ المُتحمِّسِ
والحُبُّ يجري في الفؤادِ برقَّةٍ // سَبت الحنايا بالصَّبا المتنفِّسِ
بات الكيانَ كما الوجودِ كزهرةٍ // مِعطاءةٍ تُثري السنا المُتجسِّسِ
فاشتدَّ عودُهُ والسواعدُ أبرمتْ // والعلمُ زانَ لفورةِ المُتحسِّسِ
فاجتاحهُ الموتُ الذي لا ينثني // في الحُلةِ البيضاء كالمتوجِّسِ
يشفي المريضَ وبالحنانِ ورأفةٍ // مشهودةٍ سقت الضعيفَ بمؤنسِ
لم يستطعْ درءَ المفاسدِ والقضا // فالموتُ حقٌّ لن يفرَّ كمُفلسِ
الخيرُ فيم اختاره المولى لنا // لا تحسبنَّ الله يغفلُ أو نَسي
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق