عندما يبكي الياسمين
يعاتبني الدمعُ في أعينِ الياسمينِ
المعلقِ ُ مثلَ القلائدِ
في عنقِ الشامِ
فتنتابني رعشةٌ منْ خجلْ
وأبدو كطفلٍ
أضاعَ الكلامَ
على تمتماتِ الوجلْ
يعانقني العطرُ
كالحلْمِ
ثمَّ يذوبُ
منَ الوجدِ
على ضفةِ القلبِ
حيثُ دمشقَ
تفيضُ كنهرٍ
منَ العشقِ يسقي الحنينَ
كؤوسَ الأملْ
ويسألني
أقصدُ الياسمينَ
عنِ الأمسِ
وكيفَ أضعنا العناوينَ
الّتي خلّفتها ابتساماتُ
أجدادنا في المقلْ
وكيفَ يجيبُ الذي قد أضاعَ الكلامَ
بقطعٍ منَ الليلِ
والدربُ خيطٌ
ونجمُ الشمالِ
أضاعَ الجنوبَ
وفي زحمةِ المردياتِ
أفلْ
تمرُّ دمشقُ
بخاطرِ حزني
كطيفِ عروسٍ
وقدْ أجبروها
على عشقِ منْ لا تريدُ
فيرتعشُ الياسمينُ
كقلبِ بريئٍ
رموهُ بزنزانةٍ منْ حجرْ
وحينَ صعدتُ قليلاً
إلى تلّةِ الذكرياتِ
رأيت ـ ابنَ عبدِ العزيزِ ـ
يُوزّعُ قمحاً برأسِ التلالِ
فأيقظني صوتُ طفلٍ
قدِ انتعلَ الأرضَ
واعتمَّ بالفقرِ
يصرخُ أينَ ـ عمرْ ـ
فينكسرُ الصمتُ مثلَ الزجاجِ
شظايا
تجرّحَُ وجهَ القمرْ
وينسكبُ الضوءُ
مثلَ دماءِ القصيدةِ
فوقَ الشجرْ
ويرسمُ درباً
يطاردُ ظلَّ الأفاعي
التي أُلقيِتْ في السحرْ
ويكتبُ
فوقَ صخورِ التعنّتِ
لا بدَّ أنْ يُزهرَ
وجهُ القدرْ
بقلمي
أبو شيماﺀ الحمصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق