قصة قصيرة
(الضعف الواهي)
تمتمت في داخلها ببعض الكلمات الحانقة؛ فهي لا تستطيع أن تعترض إلا بداخلها وعندما تفرح لا تفرح إلا بداخلها و ٠ ٠ و ٠ ٠ الشئ الوحيد والمسموح لها هو أن تبكي وتتذلل؛ سارت كل الطريق وهي تارة تدعو وتارة تلعن وتارة تعترض وكل هذا يحدث في صمت رغم أنها متيقنة انها تسير وحيدة وهذه المرأة اللعينة والتي تخاطبها (يا ستي) في المنزل ولكن إعتيادها الخوف والقهر جعلها تخشى ان ترفع صوتها وهي ماضية في طريقها إلى البائع الحادي عشر والذي تعيد إليه ما ابتاعته لسيدتها اللعينة؛ ولكن من رحمة الله عليها ان جعل الباعة يتعاطفون معها ويردون ما تريد إرجاعه؛ رغم أنهم يرفضون فعله مع سيدتها المتسلطة الجبارة؛ فكرت مرات عديدة في أن تقتلها ولكنها سرعان ما تنحي الفكرة جانباً وهي تسأل نفسها وهي في شدة الرعب وألفزع وماذا لو لم تتمكن من القضاء عليها؟ ماذا ستفعل بها والأمر الآخر وأين تذهب بعد أن تقتلها فهي ليس لها أهل ولا مأوى فهي كل ماتتذكره عن أهلها أنها كانت تسير مع والديها هي وشقيقها وضلت طريقها وأخذها احدهم ليعيطيها لهذه السيدة المتعجرفة مقابل كثير من المال والذي أغدقته عليه ولقد مر على هذه الأحداث مايقرب من عشرين عاماً حينها لم تكن أتمت عامها الثالث؛ اشفق عليها البائع وواساها كثيرا بل وذهب بنفسه لزميل آخر وأتى لها بنوع اخر غير الذي إبتاعته منه متمنيا لها أن يروق ذلك سيدتها؛ عادت مسرعة حتى لا تشعر سيدتها بتأخيرها؛ وعند وصولها ضغطت زر الجرس؛ فلم يلبى أحداً نداء الجرس وأعادت الكرة عدة مرات وتذكرت مفتاحها والذي علقته لها سيدتها في رقبتها وهي تخفيه داخل جراب حتى لا ينتبه له أحد وحذرتها بعدم إستعماله إلا في حالة كهذه فقد تكون نائمة ولا تريد أن يزعجها أحد وبالفعل أخرجت المفتاح من رقبتها ودسته في كالون الباب وتسللت إلى الداخل وما ان نظرت إلى حجرة سيدتها لتتأكد من أنها لازالت نائمة حتى هالها ما رأت فقد كانت خزانة الملابس ( الدولاب) والمكون من ستة درفات ملقاة على الأرض وسيدتها تحتها تماماً ولا يُرى إلا وجهها لمن يرقد على الأرض؛ وتعجبت كيف حدث ذلك! وبالفعل رقدت على الأرض ووجدت عيني سيدتها تنظران لها بغضب وكانها تقولان لما لاتفعلي شيئا لإتقاذي؟ وإن لم تستطيعِ على الاقل ان تصرخي؛ إرتفعت دقات قلبها وتوالت ولا تدري ماذا تفعل هل تصرخ؟ هل تبكي؟ هل تفرح؟ هل تعود ادراجها وكانها لم تفعل شئ كل هذه الأسئلة دارت في عقلها ولكنها سرعان ما إستعادت رباطة جأشها ورتبت افكارها سريعاً والأهم من كل هذا انها حددت هدفها؛ فقد قررت أن تستثمر هذه اللحظات كما إستثمرت سيدتها مجهودها طيلة هذه السنوات مقابل اللقيمات والتي بالكاد تسد أودها؛ فبدأت بمواجهة النظرة بالنظرة؛ فردت على نظرة سيدتها الغاضبة بإبتسامة عريضة؛ ويا للعجب تحولت نظرة السيدة نحو الفتاة من نظرة غضب إلى نظرة عتاب؛ فتحولت نظرة الفتاة إلى نظرة تساؤل تقول وماذا تريدين أن أفعل؟! فسرعان ما تحولت نظرة السيدة إلى نظرة توسل وهكذا حتى خرجت أنفاسها عندها فقط نهضت الفتاة وقامت بحمل ما ابتاعته وامسكت به بيد والمفتاح باليد الأخرى وفتحت الباب وتوالت صرخاتها؛؛؛
قصة قصيرة
بقلم القاص والشاعر رشاد على محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق