الأربعاء، 4 أغسطس 2021

في متحف الذكريات بقلم عثمان خفاجي

 خاطرة.. 


..... (في متحف الذكريات).... 

لا أنسى مِ الأيام أياما عشتها مع أبي..مع أجمل الرجال وأكرمهم وأكثرهم هيبة ووقارا .. تلك كانت حياتي وتلك تحسب من سني عمري.. 

كنت طفلا..فتحت عيني على وجه رجل وسيم بسام.. عيناه تنطقان حبا وحنانا وطيبة.. تخاطبني.. نعم كانت تخاطبني.. وأخالها تحادثني فأكاد أسمع لها صوتا وأفهم لها لغة.. أحبك يابني.. أنت فرحة عمري.. ما أجملك ياصغيري.. ما أغلاك يا مهجة قلبي وسكن روحي..ما أكرم الذي أكرمني بإطلالتك البهية وبسحر نظرة عينيك الملائكية.. 

كان أبي عاملا.. رأس ماله في عمله صحته وعافيته.. 

يخرج وزقزقة العصافير قاصدا وجه الرزاق الكريم طلبا لرزق لنا..مرددا كلمات لم أكن أعيها وقتذاك.. لكني حفظتها لكثرة ماسمعتها منه صباح كل يوم.. ياالله.. يا رزاق يا كريم.. عليك توكلت مالي سواك.. 

ياااااااه الآن أنا أعيها يا أبي.. ياااااه.. ماااا أعظمك يا أبي.. 

كنت أنتظر عودته من العمل انتظار الصائم أذان المغرب في نهار رمضاني طويل شديد الحر.. 

يأتي أبي من عمله فيراني أمام الباب مترقبا عودته.. أراه فأهتف فرحا.. أبي.. أبي.. جاااااء أبي.. 

نعم جاء أبي.. وجاء معه الفرح.. جاءت السكينة والطمأنينة والأمن والأمان.. 

يهرول باتجاهي بخطوات ملؤها الخفة والرشاقة برغم التعب والإجهاد.. يحملني ويشدني بقوة إلى صدره ويتأمل وجهي بعينين تفيضان حبا وحنانا وشوقا وفرحا .... عينان أضناهما التعب والإرهاق.. فترتسم بسمة عريضة تملأ محياه ورضى وفرح يثب من عينيه.. 

إنه أبي.. إنها رائحة عرقه  التي اعتدتها بل وعشقتها ولا يزال صداها يملأ رئتي .. رائحة أبي.. نعم ذاك  هو أبي..وذاك هو قميصه الذي كاد يفقد لونه.. 

وذاك كيس قد حرص على حمله لنا كل يوم فيه مالذ وطاب..يسلمه لأمي فترمقه أمي بنظرات حانية معاتبة أن رفقا بنفسك أبا فلان فيجيبها بابتسامة تملأ أسارير وجهه أن تستحقون أكثر بكثير أم فلان.. آاااااااه يا أبي.. أين أنت يااااا أبي.. 

رحمك الله يامن لذكرك وذكراك تنسكب  الآن دموعي .. 


ابنك (عثمان خفاجي)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...