المناصب والنُّصب
عاد العربْ أعرابَ تمْتشق القُضبْ // من أجل وهمٍ أو سباقٍ تحتربْ
الماءُ والكلأ العزيزُ يشدُهمْ // والسيفُ والدَّمُّ الغزيرُ كما النَّسبْ
ثاراتُهمْ عمَّتْ وطالَ أوارُها // وتقلصتْ أحلامُهمْ بين الكُثُبْ
الفرسُ والرومُ اللئامُ تشقهمْ // كي يضعفوا في عالمٍ يأبى الذنب
لا تعرفُ الدينَ القويمَ ولا الرُّسلْ // تجري كظبي بين وحشٍ يقتربْ
شكلُ الحضارةِ بات يغري بعضَهمْ // حتى أضاعوا كلَّ خيرٍ مُنْتَسِبْ
وتسمرت أذهانُهم في لحدهم // لم يخرجوا فوق الترابِ والسُّحُبْ
الموتُ يرثي حالَهم والمُنتدى // والفقرُ يأكلُ جُلَّهمْ والمُغتصِبْ
وحضارةُ الآباءِ باتت تُنتسى // بعد الضياعٍ لنورِها والمُنتخبْ
ونكالبَ الأعداءُ حتى أثخنوا // فيها الجراحَ وأُخضعتْ كالمُغتربْ
نسوا الكتابَ وفكرَهم شِريانَهم // وتكاثروا خلف المناصبِ والنُّصُبْ
لن يصلحَ الأيتامَ إلا عودةٌ // للدينِ والهدي الرشيدِ منَ الحُجُبْ
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق