عزيزي يا صاحب الظل الطويل ....
اسمح لي أن أعلن لك اليوم بأنني اعاني من " ذاكرة متعصبة منحازة " ... فكيف لذاكرتي المتعصبة ان تنساك ؟؟ كيف ؟؟ و انت عصي على النسيان !!
هل يعقل بأنني مصابة بمرض " جريمة التعصب " ؟؟
يجب أن أعترف لنفسي قبل أن أعلنها على الملأ بأنني حمقاء متعصبة و شديدة الإنحياز !!
في زمن أكبر أكذوبة فيه هو " عدم الإنحياز " !!؟؟
عزيزي يا صاحب الظل الطويل ....
هل يمكن أن اثير استغرابك انت بالذات و من بعدك الآخرون عند اخبارك انني لا أرى " الجمال " الا " آشوريا " !! و لا أعترف بحرف ينحت أن لم يكن النحات " سومريا " !!
و لا يمكن ان أشعر ب " العروبة " الا في ظل نخلة عراقية
و لا حب صدق سوى العشق " البابلي "!!
و الأخطر من ذلك كله هو إيماني العميق بأن الطريق إلى الاقصى يبدأ من شوارع بغداد ..... !!
عزيزي يا صاحب الظل الطويل ....
هو الإعجاب بكل ما هو عادي " و ليس عاديا " !؟
هناك في بلاد ما بين النهرين الحوارات البسيطة قصائد برائحة البارود ، الحب لوحات فنية بديعة ألوانها مزيج من دم و ماء ....
هناك ما يجعل من الروتين اليومي " مميزا و خالدا " في الذاكره ..
الهواء معادلة كيميائية غير معتمده أو معتادة ، تستنشق مجد و جهد ! مركب الماء شوق + شقاء !
في بلاد الرافدين مكون رغيف الخبز تاريخ و عجز !
و طعم الشاي هيل و ضجر !
و و كل ذلك الكم الهائل من الورق عبارة عن حضارة تحترق!
عزيزي يا صاحب الظل الطويل .....
رأيت شمسها تشرق بعز و حياء و تنحني عند المغيب يرافقها موال حزين و دعاء !!
مازالت مغامرات السندباد أساطير لا يمكن أن تكرر أو تعاد
و ياسمينه الحزينه و كل ما تحول إلى رماد يناجي رب العباد
" الهى و مولاي " ..... إنها بغداد !!
عزيزي يا صاحب الظل الطويل .....
في ذاكرتي المتعصبة جدا ، و المنحازه لأقصى حد ، و الرافضة للنسيان ( بغداد و أنت ) ..
لبغداد تحية عسكرية
و لك انت ؟؟
وردة جورية و قصيدة حرة وطنية
فدوى بركات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق