لَا تَلُمْهَا
لا تلمها
إن تجمّلتْ لِلِقاكَ
لا تلمها
إن أرْخَتْ سنابل قمحها
على جسد المرايا
وسرّحتها بمشطها الفضّيّ
لا تلمها
إن وضعت كالأميرات
على رأسها تاجا
وفي الرّقبة عقدها الماسيّ
وارتدت لكَ سيّد أثوابها
-مُرْبِكُكَ- الأحمر الدّمويّ
لا تلمها
إن أرادت غزْوَ قلبكَ
و اسقاط حصونه
برشّةٍ من عطرها الباريسيّ
لا تلمها
إن أضرمتْ من مشاعرها
نار المدفأة
كي تُخْمِدَ داخلها
ثورة الشّوق
و حريق انتظاركَ
لا تلمها
إن أوقدتْ
شموع حبّها لك
و اعتصرتْ من رحيق أنوثتها
لكما كأسين
ثمّ أسدلتْ ليل السّتائر
كي تمنع تطفّل القمر
لا تلمها
إن حدث و سافرت بخيالها
بين أنفاس تِبْغِكَ
وفتحة بصدر قميصكَ المعطّر
لا تلمها
إن ذابتْ -و رغما عنها-
في فنجان قهوتك
كقطعة سكّر
لا تلمها
إن جعلتكَ كُنْهَ سعادتها
فعشقكَ أضحى
خمرة روحها الّتي
تُنْشِي و لا تُسْكِرْ
لا تلمها
لا تلمها
بقلمي : حسن المستيري
تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق